الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب التنكيل لمن أكثر الوصال رواه أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                        1864 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم فقال له رجل من المسلمين إنك تواصل يا رسول الله قال وأيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقين فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال فقال لو تأخر لزدتكم كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب التنكيل لمن أكثر الوصال ) التقييد بـ " أكثر " قد يفهم منه أن من قل منه لا نكال عليه ؛ لأن التقليل منه مظنة لعدم المشقة ، لكن لا يلزم من عدم التنكيل ثبوت الجواز .

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 243 ] قوله : ( رواه أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ) وصله في كتاب التمني من طريق حميد عن ثابت عنه كما تقدمت الإشارة إليه في الباب الذي قبله .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ) هكذا رواه شعيب عن الزهري ، وتابعه عقيل عن الزهري كما سيأتي في " باب التعزير " ، ومعمر كما سيأتي في كتاب التمني ، ويونس عند مسلم وآخرون . وخالفهم عبد الرحمن بن خالد بن مسافر فرواه عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ، علقه المصنف في المحاربين وفي التمني ، وليس اختلافا ضارا فقد أخرجه الدارقطني في " العلل " من طريق عبد الرحمن بن خالد هذا عن الزهري عنهما جميعا ، وكذلك رواه عبد الرحمن بن نمر عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة جميعا عن أبي هريرة ، وأخرجه الإسماعيلي ، وكذا ذكر الدارقطني أن الزبيدي تابع ابن نمير على الجمع بينهما .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فقال له رجل ) كذا للأكثر ، وفي رواية عقيل المذكورة " فقال له رجال " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن الوصال ) في رواية الكشميهني : " من الوصال " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال ) ظاهره أن قدر المواصلة بهم كانت يومين ، وقد صرح بذلك في رواية معمر المشار إليها .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( لو تأخر ) أي : الشهر ( لزدتكم ) استدل به على جواز قول " لو " ، وحمل النهي الوارد في ذلك على ما لا يتعلق بالأمور الشرعية كما سيأتي بيانه في كتاب التمني في أواخر الكتاب ، إن شاء الله تعالى . والمراد بقوله : " لو تأخر لزدتكم " أي : في الوصال إلى أن تعجزوا عنه فتسألوا التخفيف عنكم بتركه ، وهذا كما أشار عليهم أن يرجعوا من حصار الطائف فلم يعجبهم ، فأمرهم بمباكرة القتال من الغد فأصابتهم جراح وشدة وأحبوا الرجوع فأصبح راجعا بهم فأعجبهم ذلك ، وسيأتي ذكره موضحا في كتاب المغازي ، إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( كالتنكيل لهم ) في رواية معمر : " كالمنكل لهم " ووقع فيها عند المستملي " كالمنكر " بالراء وسكون النون من الإنكار ، وللحموي " كالمنكي " بتحتانية ساكنة قبلها كاف مكسورة حفيفة من النكاية ، والأول هو الذي تضافرت به الروايات خارج هذا الكتاب ، والتنكيل المعاقبة .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية