الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة ؛ قال أهل اللغة: علم آدم أسماء الأجناس؛ وعرض أصحاب الأسماء من [ ص: 111 ] الناس وغيرهم؛ على الملائكة؛ فلذا قال: " ثم عرضهم " ؛ لأن فيهم من يعقل؛ وكل ما يعقل يقال لجماعتهم: " هم " ؛ و " هم " ؛ يقال للناس؛ ويقال للملائكة; ويقال للجن؛ ويقال للجان؛ ويقال للشياطين؛ فكل مميز في الإضمار " هم " ؛ هذا مذهب أهل اللغة؛ وقد قال بعض أهل النظر: إن الفائدة في الإتيان بالأسماء أبلغ منها هي الفائدة بأسماء معاني كل صنف من هذه؛ لأن الحجة في هذا أن الخيل إذا عرضت؛ فقيل: " ما اسم هذه؟ " ؛ قيل: " خيل " ؛ فأي اسم وضع على هذه أنبأ عنها؛ وإنما الفائدة أن تنبئ باسم كل معنى في كل جنس؛ فيقال: " هذه تصلح لكذا " ؛ فهذه الفائدة البينة التي يتفق فيها أن تسمي الدابة والبعير بأي اسم شئت؛ والمعنى الذي فيها؛ وهو خاصها؛ معنى واحد؛ وإن اختلفت عليه الأسماء؛ والله أعلم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية