الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (94) قوله تعالى : من بعد : فيه وجهان ، أحدهما : أن يتعلق بافترى ، وهذا هو الظاهر ، والثاني : جوزه أبو البقاء وهو أن يتعلق بالكذب ، يعني الكذب الواقع من بعد ذلك . وفي المشار إليه بذلك ثلاثة أوجه أحدها : استقرار التحريم المذكور في التوراة ، إذ المعنى : إلا ما حرم إسرائيل على نفسه ثم حرمته التوراة عليهم عقوبة لهم . الثاني : التلاوة ، وجاز تذكير اسم الإشارة لأن المراد بها بيان مذهبهم . والثالث : الحال بعد تحريم إسرائيل على نفسه .

                                                                                                                                                                                                                                      وهذه الجملة - أعني قوله فمن افترى - يجوز أن تكون استئنافية فلا محل لها من الإعراب ، ويجوز أن تكون منصوبة المحل نسقا على قوله : " فأتوا بالتوراة " فتندرج في المقول . و "من " يجوز أن تكون شرطية أو موصولة ، [ ص: 313 ] وحمل على لفظها في قوله : افترى فلذلك وحد الضمير ، وعلى معناها فجمع في قوله : فأولئك إلى آخره .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية