الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون

                                                                                                                                                                                                                                      فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا من جملة ما يقال للملائكة عند جوابهم بالتنزه والتبرؤ عما نسب إليهم الكفرة يخاطبون بذلك على رءوس الأشهاد إظهارا لعجزهم، وقصورهم عند عبدتهم، وتنصيصا على ما يوجب خيبة رجائهم بالكلية. و "الفاء" ليست لترتيب ما بعدها من الحكم على جواب الملائكة؛ فإنه محقق أجابوا بذلك أم لا. بل لترتيب الإخبار به عليه، ونسبة عدم النفع والضر إلى البعض المبهم للمبالغة فيما هو المقصود الذي هو بيان عدم نفع الملائكة للعبدة بنظمه في سلك عدم نفع العبدة لهم كأن نفع الملائكة لعبدتهم في الاستحالة والانتفاء كنفع العبدة لهم، والتعرض لعدم الضر مع أنه لا بحث عنه أصلا إما لتعميم العجز، أو لحمل عدم النفع على تقدير العبادة، وعدم الضر على تقدير تركها، أو لأن المراد دفع الضر على حذف المضاف، وتقييد هذا الحكم بذلك اليوم مع ثبوته على الإطلاق لانعقاد رجائهم على تحقق النفع يومئذ، وقوله عز وجل:ونقول للذين ظلموا عطف على نقول للملائكة، لا على لا يملك كما قيل: فإنه مما يقال يوم القيامة خطابا للملائكة مترتبا على جوابهم المحكي. وهذا حكاية لرسول صلى الله عليه وسلم لما سيقال للعبدة يومئذ إثر حكاية ما سيقال للملائكة، أي: يوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة كذا وكذا. ويقولون: كذا وكذا. ونقول للمشركين: ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون يكون من الأهوال والأحوال ما لا يحيط به نطاق المقال. وقوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية