الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ؛ المعنى: "يقولون إنما نطعمكم لوجه الله"؛ أي: لطلب ثواب الله - عز وجل -؛ وجائز أن يكونوا يطعمون؛ ولا ينطقون هذا القول؛ ولكن معناهم في إطعامهم هذا؛ فترجم ما في قلوبهم؛ وكذلك: إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ؛ "العبوس": الذي يعبس الوجوه؛ وهذا مثل قوله: ووجوه يومئذ باسرة ؛ و"قمطريرا"؛ يقال: "يوم قمطرير"؛ و"يوم قماطر"؛ إذا كان شديدا غليظا؛ وجاء في التفسير أن "قمطريرا"؛ معناه: تعبس؛ فيجمع ما بين العينين؛ وهذا سائغ في اللغة؛ يقال: "اقمطرت الناقة"؛ إذا رفعت ذنبها؛ وجمعت قطريها؛ ورمت بأنفها.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية