الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون

                                                                                                                                                                                                                                      37 - وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى ؛ أي: وما جماعة أموالكم؛ ولا جماعة أولادكم بالتي تقربكم؛ وذلك أن الجمع المكسر عقلاؤه وغير عقلائه سواء في حكم التأنيث؛ و"الزلفى"؛ و"الزلفة"؛ كـ "القربى"؛ و"القربة"؛ ومحلها النصب؛ على المصدر؛ أي: تقربكم قربة؛ كقوله: أنبتكم من الأرض نباتا إلا من آمن وعمل صالحا ؛ الاستثناء من "كم"؛ في "تقربكم"؛ يعني أن الأموال [ ص: 67 ] لا تقرب أحدا إلا المؤمن الصالح؛ الذي ينفقها في سبيل الله؛ والأولاد لا تقرب أحدا إلا من علمهم الخير؛ وفقههم في الدين؛ ورشحهم للصلاح؛ والطاعة؛ وعن ابن عيسى: "إلا"؛ بمعنى "لكن"؛ و"من"؛ شرط؛ جوابه: فأولئك لهم جزاء الضعف ؛ وهو من إضافة المصدر إلى المفعول؛ أصله: "فأولئك لهم أن يجازوا الضعف؛ ثم جزاء الضعف؛ ثم جزاء الضعف؛ ومعنى "جزاء الضعف"؛ أن تضاعف لهم حسناتهم الواحدة عشرا؛ وقرأ يعقوب: "جزاء الضعف"؛ على "فأولئك لهم الضعف جزاء"؛ بما عملوا ؛ بأعمالهم؛ وهم في الغرفات ؛ أي: غرف منازل الجنة "في الغرفة"؛ "حمزة"؛ آمنون ؛ من كل هائل وشاغل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية