الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زهم ]

                                                          زهم : الزهومة : ريح لحم سمين منتن . ولحم زهم ذو زهومة : الجوهري الزهومة بالضم ، الريح المنتنة . والزهم بالتحريك : مصدر قولك زهمت يدي ، بالكسر ، من الزهومة ، فهي زهمة أي دسمة . والزهم : السمين . وفي حديث يأجوج ومأجوج : وتجأى الأرض من زهمهم ؛ أراد أن الأرض تنتن من جيفهم ؛ ووجدت منه [ ص: 73 ] زهومة أي تغيرا . والزهم : الريح المنتنة . والشحم يسمى زهما إذا كان فيه زهومة مثل شحم الوحش . قال الأزهري : الزهومة عند العرب كراهة ريح بلا نتن أو تغير ، وذلك مثل رائحة لحم غث أو رائحة لحم سبع أو سمكة سهكة من سمك البحار ، وأما سمك الأنهار فلا زهومة لها . وفي النوادر : يقال : زهمت زهمة وخضمت خضمة وغذمت غذمة ، بمعنى لقمت لقمة ؛ وقال :


                                                          تملئي من ذلك الصفيح ثم ازهميه زهمة فروحي



                                                          قال الأزهري : ورواه ابن السكيت :


                                                          ألا ازحميه زحمة فروحي



                                                          عاقبت الحاء الهاء . والزهمة بالضم : الشحم ؛ قال أبو النجم يصف الكلب :


                                                          يذكر زهم الكفل المشروحا



                                                          قال ابن بري : أي يتذكر شحم الكفل عند تشريحه ، قال : ولم يصف كلبا كما ذكر الجوهري وإنما وصف صائدا من بني تميم لقي وحشا ؛ وقبله :


                                                          لاقت تميما سامعا لموحا     صاحب أقناص بها مشبوحا



                                                          ومن هذا يقال : للسمين زهم ، وخص بعضهم به شحم النعام والخيل . والزهم والزهم : شحم الوحش من غير أن يكون فيه زهومة ، ولكنه اسم له خاص ، وقيل : الزهم لما لا يجتر من الوحش ، والودك لما اجتر ، والدسم لما أنبتت الأرض كالسمسم وغيره . وزهمت يده زهما فهي زهمة : صارت فيها رائحة الشحم . والزهم باقي الشحم في الدابة وغيرها والزهم الذي فيه باقي طرق ، وقيل : هو السمين الكثير الشحم ؛ قال زهير :


                                                          القائد الخيل ، منكوبا دوابرها     منها الشنون ، ومنها الزاهق الزهم



                                                          وزهم العظم وأزهم : أمخ . والزهم : الذي يخرج من الزباد من تحت ذنبه فيما بين الدبر والمبال ، أبو سعيد : يقال : بينهما مزاهمة أي عداوة ومحاكة . والمزاهمة : القرب . ابن سيده : والمزاهمة المقاربة والمداناة في السير والبيع والشراء وغير ذلك . وأزهم الأربعين أو الخمسين أو غيرها من هذه العقود : قرب منها وداناها ، وقيل : داناها ولما يبلغها . ابن الأعرابي : زاحم الأربعين وزاهمها ، وفي النوادر : زهمت فلانا عن كذا وكذا أي زجرته عنه . أبو عمرو : جمل مزاهم ، والمزاهمة الفروط العجلة لا يكاد يدنو منه فرس إذا جنب إليه ، وقد زاهم مزاهمة وأزهم إزهاما ؛ وأنشد أبو عمرو :


                                                          مسترعفات بخدب عيهام     مرودك الخلق درفس مسعام
                                                          للسابق التالي قليل الإزهام



                                                          أي لا يكاد يدنو منه الفرس المجنوب لسرعته ؛ قال : والمزاهم الذي ليس منك ببعيد ولا قريب ؛ وقال :


                                                          غرب النوى أمسى لها مزاهما     من بعد ما كان لها ملازما



                                                          فالمزاهم المفارق هاهنا ؛ وأنشد أبو عمرو :


                                                          حملت به سهوا فزاهم أنفه     عند النكاح ، فصيلها بمضيق



                                                          والمزاهمة المداناة ، مأخوذ من شم ريحه . وزهمان وزهمان : اسم كلب عن الرياشي . ومن أمثالهم : في بطن زهمان زاده ؛ يقال : ذلك إذا اقتسم قوم مالا أو جزورا فأعطوا رجلا منها حظه أو أكل معهم ثم جاء بعد ذلك فقال : أطعموني ، أي قد أكلت وأخذت حظك ، وقيل : يضرب مثلا للرجل يدعى إلى الغداء ، وهو شبعان ، قال : ورجل زهماني إذا كان شبعان ؛ وقال ابن كثوة : يضرب هذا المثل للرجل يطلب الشيء وقد أخذ نصيبه منه ، وذلك أن رجلا نحر جزورا فأعطى زهمان نصيبا ، ثم إنه عاد ليأخذ مع الناس فقال : له صاحب الجزور هذا . وزهام وزهمان : موضعان .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية