الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4762 باب : مثل الجليس الصالح

                                                                                                                              وقال النووي : (باب استحباب مجالسة الصالحين ومجانبة قرناء السوء) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص178 ج16 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : "إنما مثل الجليس الصالح ، والجليس السوء كحامل المسك ، ونافخ الكير ؛ فحامل المسك إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة . ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد ريحا خبيثة" ) .

                                                                                                                              [ ص: 108 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 108 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي موسى رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ؛ فحامل المسك : إما أن يحذيك) أي : يعطيك .

                                                                                                                              وفيه : طهارة المسك واستحبابه وجواز بيعه . وقد أجمع العلماء على جميع هذا . ولم يخالف فيه من يعتد به . ونقل عن الشيعة نجاسته .

                                                                                                                              قال النووي : والشيعة لا يعتد بهم في الإجماع . ومن الدلائل على طهارته : الإجماع ، وهذا الحديث . وهو قوله : (وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة) . والنجس لا يصح بيعه . ولأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يستعمله في بدنه ورأسه ، ويصلي به ، ويخبر أنه أطيب الطيب . ولم يزل المسلمون على استعماله ، وجواز بيعه .

                                                                                                                              قال عياض : وما روي من كراهة العمرين له ، فليس فيه نص منهما على نجاسته . ولا صحت الرواية عنهما بالكراهة ، بل صحت قسمة عمر بن الخطاب المسك على نساء المسلمين . والمعروف عن ابن عمر استعماله . والله أعلم .

                                                                                                                              (ونافخ الكير . إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد ريحا خبيثة) .

                                                                                                                              فيه : تمثيل الجليس الصالح بحامل المسك ، والجليس السوء بنافخ الكير .

                                                                                                                              [ ص: 109 ] وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب والتقوى والدين ، والنهي عن مجالسة أهل الشر والبدع والمحدثات والتقليد والفسق والعصيان والفجور ومن يغتاب الناس ، أو يكثر فسوقه وبطالته وما لا يعنيه ، ونحو ذلك من الأنواع المذمومة .




                                                                                                                              الخدمات العلمية