الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بخر ]

                                                          بخر : البخر : الرائحة المتغيرة من الفم . قال أبو حنيفة : البخر النتن يكون في الفم وغيره . بخر بخرا ، وهو أبخر وهي بخراء . وأبخره الشيء : صيره أبخر . وبخر أي نتن من بخر الفم الخبيث . وفي حديث عمر - رضي الله عنه : إياكم ونومة الغداة فإنها مبخرة مجفرة مجعرة ; وجعله القتيبي من حديث علي - رضي الله عنه - قوله مبخرة أي مظنة للبخر ، وهو تغير ريح الفم . وفي حديث المغيرة : إياك وكل مجفرة مبخرة ، يعني من النساء . والبخراء والبخرة : عشبة تشبه نبات الكشنى ولها حب مثل حبه سوداء ، سميت بذلك لأنها إذا أكلت أبخرت الفم ; حكاها أبو حنيفة قال : وهي مرعى وتعلفها المواشي فتسمنها ومنابتها القيعان . والبخراء : أرض بالشام لنتنها بعفونة تربها . وبخار الفسو : ريحه ; قال الفرزدق :


                                                          أشارب قهوة وحليف زير وصراء ، لفسوته بخار



                                                          وكل رائحة سطعت من نتن أو غيره : بخر وبخار . والبخر ، مجزوم : فعل البخار . وبخار القدر : ما ارتفع منها ; بخرت تبخر بخرا وبخارا ، وكذلك بخار الدخان ، وكل دخان يسطع من ماء حار ، فهو بخار ، وكذلك من الندى . وبخار الماء : ما يرتفع منه كالدخان . وفي حديث معاوية : أنه كتب إلى ملك الروم : لأجعلن القسطنطينية البخراء حممة سوداء ; وصفها بذلك لبخار البحر . وتبخر بالطيب ونحوه : تدخن . والبخور ، بالفتح : ما يتبخر به . ويقال : بخر علينا من بخور العود أي طيب . وبنات بخر وبنات مخر : سحاب يأتين قبل الصيف منتصبة ، رقاق بيض حسان ، وقد ورد بالحاء المهملة أيضا فقيل : بنات بحر ، وقد تقدم . والمبخور : المخمور . ابن الأعرابي : الباخر ساقي الزرع ; قال أبو منصور : المعروف الماخر ، فأبدل من الميم باء ، كقولك سمد رأسه وسبده ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية