الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد

                                                                                                                                                                                                                                      وقد كفروا به أي: بمحمد صلى الله عليه وسلم، أو بالعذاب الشديد الذي أنذرهم إياه. من قبل أي: من قبل ذلك في أوان التكليف. ويقذفون بالغيب ويرجمون بالظن، ويتكلمون بما لم يظهر لهم في حق الرسول صلى الله عليه وسلم من المطاعن، أو في العذاب المذكور من بت القول بنفيه. من مكان بعيد من جهة بعيدة من حاله صلى الله عليه وسلم حيث ينسبونه صلى الله عليه وسلم إلى الشعر والسحر والكذب، وإن أبعد شيء مما جاء به الشعر والسحر، وأبعد شيء من عادته المعروفة فيما بين الداني والقاصي الكذب، ولعله تمثيل لحالهم في ذلك بحال من يرمي شيئا لا يراه من مكان بعيد، لا مجال للوهم في لحوقه. وقرئ: (ويقذفون على أن الشيطان يلقي إليهم ويلقنهم ذلك). وهو معطوف على قد كفروا به على حكاية الحال الماضية، أو على قالوا فيكون تمثيلا لحالهم بحال القاذف في تحصيل ما ضيعوه من الإيمان في الدنيا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية