الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        لأصحاب اليمين [38] قيل : المعنى إنا أنشأناهن لأصحاب اليمين ، وفي الحديث عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وابن عمر رحمة الله عليهما أنهما قالا : أصحاب اليمين أطفال المؤمنين . وقدره الفراء بمعنى لأصحاب اليمين ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ، وقدره غيره : المعنى هم ثلة من الأولين أي جماعة ممن تقدم قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وجماعة من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم . وقال صاحب هذا القول : إنما قيل في الأول ثلة [ ص: 333 ] من الأولين وقليل من الآخرين ، وفي الثاني ثلة من الأولين وثلة من الآخرين؛ لأن الأول للسابقين إلى اتباع الأنبياء صلى الله عليهم وسلم والسابقون إلى اتباعهم قبل النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من السابقين إلى اتباع النبي صلى الله عليه وسلم . يدلك على صحة هذا أن قوم يونس صلى الله عليه وسلم آمنوا وهم مائة ألف أو يزيدون ، والسحرة اتبعوا موسى صلى الله عليه وسلم وهم يروى أكثر من هؤلاء فلهذا قيل : وقليل من الآخرين ، والثلة الثانية لأصحاب اليمين وليست للسابقين ، وأصحاب اليمين قد يدخل فيهم المسلمون إلى يوم القيامة هذا على هذا القول ، وقد ذكرنا غيره . والله جل وعز أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية