الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 300 ] فصل : وإذا كان الراكب ممن لا يقدر على الركوب والبعير قائم ، كالمرأة والشيخ والضعيف والسمين وشبههم ، فعلى الجمال أن يبرك الجمل لركوبه ونزوله ; لأنه لا يتمكن من الركوب والنزول إلا به . وإن كان ممن يمكنه الركوب والنزول والبعير قائم ، لم يلزم الجمال أن يبرك له الجمل ; لأنه يمكن استيفاء المعقود عليه بدون هذه الكلفة . وإن كان قويا حال العقد ، فضعف في أثنائه ، أو ضعيفا فقوي ، فالاعتبار بحال الركوب ; لأن العقد اقتضى ركوبه بحسب العادة . ويلزم الجمال أن يوقف البعير لينزل لصلاة الفريضة .

                                                                                                                                            وقضاء حاجة الإنسان ، وطهارته ، ويدع البعير واقفا حتى يفعل ذلك ; لأنه لا يمكنه فعل شيء من هذا على ظهر البعير ، وما أمكنه فعله عليه من الأكل والشرب وصلاة النافلة من السنن وغيرها ، لم يلزمه أن يبركه له ، ولا يقف عليه من أجله

                                                                                                                                            وإن أراد المكتري إتمام الصلاة ، وطالبه الجمال بقصرها ، لم يلزمه ذلك ; بل تكون خفيفة في تمام .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية