الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور

                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الناس رجوع إلى خطابهم، وتكرير النداء لتأكيد العظة والتذكير إن وعد الله المشار إليه برجع الأمور إليه تعالى من البعث والجزاء حق ثابت لا محالة من غير خلف فلا تغرنكم الحياة الدنيا بأن يذهلكم التمتع بمتاعها، ويلهيكم التلهي بزخارفها عن تدارك ما يهمكم يوم حلول الميعاد، والمراد نهيهم عن الاغترار بها، وإن توجه النهي صورة إليها كما في قوله تعالى: لا يجرمنكم شقاقي ، ولا يغرنكم بالله وعفوه وكرمه تعالى الغرور أي: المبالغ في الغرور، وهو الشيطان، بأن يمنيكم المغفرة مع الإصرار على المعاصي قائلا: اعملوا ما شئتم إن الله غفور يغفر الذنوب جميعا، فإن ذلك - وإن أمكن - لكن تعاطي الذنوب بهذا التوقع من قبيل تناول السم تعويلا على دفع الطبيعة، وتكرير فعل النهي للمبالغة فيه، ولاختلاف الغرورين في الكيفية، وقرئ: (الغرور) بالضم على أنه مصدر، أو جمع غار كقعود جمع قاعد.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية