الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (36) قوله: وكم أهلكنا : "كم" نصب بما بعده. وقدم: إما لأنه استفهام، وإما لأن الخبرية تجري مجرى الاستفهامية في التصدير. و "من قرن" تمييز، و "هم أشد" صفة: إما لـ "لكم" وإما لـ "قرن".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: فنقبوا الفاء عاطفة على المعنى كأنه قيل: اشتد بطشهم [ ص: 34 ] فنقبوا. والضمير في "نقبوا": إما للقرون المتقدمة وهو الظاهر، وإما لقريش، ويؤيده قراءة ابن عباس وابن يعمر وأبي العالية ونصر بن سيار وأبي حيوة والأصمعي عن أبي عمرو "فنقبوا" بكسر القاف أمرا لهم بذلك. والتنقيب: التنقير والتفتيش، ومعناه التطواف في البلاد. قال الحارث بن حلزة :


                                                                                                                                                                                                                                      4097 - نقبوا في البلاد من حذر المو ت وجالوا في الأرض كل مجال



                                                                                                                                                                                                                                      وقال امرؤ القيس :


                                                                                                                                                                                                                                      4098 - وقد نقبت في الآفاق حتى     رضيت من الغنيمة بالإياب



                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ ابن عباس وأبو عمرو أيضا في رواية "نقبوا" بفتح القاف خفيفة. ومعناها ما تقدم. وقرئ "نقبوا" بكسرها خفيفة أي: تعبت أقدامهم وأقدام إبلهم ودميت، فحذف المضاف، وذلك لكثرة تطوافهم.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: هل من محيص مبتدأ، وخبره مضمر تقديره: هل لمن [ ص: 35 ] سلك طريقتهم، أو هل لهم من محيص، وهذه الجملة تحتمل أن تكون إلى إضمار قول، وأن لا تكون.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية