الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4689 باب في العفو

                                                                                                                              وقال النووي : (باب استحباب العفو والتواضع) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص141 ج16 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : "ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" ) .

                                                                                                                              [ ص: 124 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 124 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة رضي الله عنه ؛ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : ما نقصت صدقة من مال) ذكروا فيه وجهين ؛

                                                                                                                              أحدهما : معناه : أنه يبارك فيه ، ويدفع عنه المضرات فينجبر نقص الصورة بالبركة الخفية . وهذا مدرك بالحس والعادة .

                                                                                                                              والثاني : أنه -وإن نقصت صورته- ، كان في الثواب المرتب عليه : جبر لنقصه ، وزيادة إلى أضعاف كثيرة .

                                                                                                                              (وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا) .

                                                                                                                              فيه أيضا وجهان ؛

                                                                                                                              أحدهما : أنه على ظاهره . وأن من عرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب وزاد عزه وإكرامه .

                                                                                                                              والثاني : أن المراد أجره في الآخرة وعزه هناك .

                                                                                                                              (وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) فيه أيضا وجهان ؛

                                                                                                                              أحدهما : يرفعه في الدنيا ، ويثبت له بتواضعه في القلوب منزلة . ويرفعه الله عند الناس ، ويجل مكانه .

                                                                                                                              والثاني : أن المراد ثوابه في الآخرة ورفعه فيها بتواضعه في الدنيا .

                                                                                                                              قال العلماء : وهذه الأوجه في الألفاظ الثلاثة موجودة في العادة ، معروفة . وقد يكون المراد الوجهين معا في جميعها -في الدنيا والآخرة- . والله أعلم .




                                                                                                                              الخدمات العلمية