الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زيز ]

                                                          زيز : الزيزاة والزيزاءة بوزن زيزاعة ، والزيزى والزيزاء : الأكمة الصغيرة ، وقيل : الأرض الغليظة ، وهي الزازية ؛ قال الزفيان السعدي :


                                                          يا إبلي ! ما ذامه فتأبيه ؟ ماء رواء ونصي حوليه     هذا بأفواهها حتى تأبيه
                                                          حتى تروحي أصلا تباريه     تباري العانة فوق الزازيه



                                                          قال ابن جني : هكذا رويناه عن أبي زيد ، وأما الكوفيون فيروونه خلاف هذا يقولون : فتأبيه ونصي حوليه وحتى تأبيه وفوق الزازيه ، فينشدونه من السريع لا من الرجز كما أنشده أبو زيد ، قال : وهكذا رويناه هذا ، والزيزاء بالمد ما غلظ من الأرض ، والزيزاءة أخص منه ، وهي الأكمة ، والهمزة فيه مبدلة من الياء ، يدل على ذلك قولهم في الجمع الزيازي ، ومن قال : الزوازي جعل الياء الأولى مبدلة من الواو مثل القواقي جمع قيقاءة . الفراء : الزيزاء من الأرض ممدود مكسور الأول ومن العرب من ينصب فيقول : الزيزاء ، وبعضهم يقول : الزازاء ، وكله ما غلظ من الأرض . ابن شميل : الزيزاة من الأرض القف الغليظ المشرف الخشن ، وجمعها الزيازي ؛ قال رؤبة :


                                                          حتى إذا زوزى الزيازي هزقا     ولف سدر الهجري حزقا



                                                          والزيزاء : الريش . وزي زي : حكاية صوت الجن ؛ قال :


                                                          تسمع للجن به زي زيا



                                                          وفي النوادر ؛ يقال : زازيت من فلان أمرا شاقا وصاصيت ، والمرأة تزازي صبيها . وزازيت المال وصاصيته إذا جمعته ، وصعصعته تفسيره جمعته . والزيزاء : أطراف الريش . وقدر زوازية : عظيمة . ورجل زوازية أي قصير غليظ ؛ وقوم زوازية : أيضا ويقال : رجل زونزى وزوزى للمتحذلق المتكايس ؛ وأنشد : ابن دريد لمنظور الدبيري :


                                                          وزوجها زونزك زونزى     يفرق إن فزع بالضبغطى
                                                          أشبه شيء هو بالحبركى     إذا حطأت رأسه تشكى
                                                          وإن نقرت أنفه تبكى



                                                          الزونزك : القصير الدميم . والضبغطى : شيء يفزع به الصبيان ، ويقال : هي فزاعة الزرع .

                                                          والحبركى : القصير الرجلين الطويل الظهر ، قالت الخنساء :


                                                          معاذ الله ينكحني حبركى     قصير الشبر من جشم بن بكر



                                                          وحطأ رأسه : ضربه بيده مبسوطة . قال الجوهري : زوزيت به زوزاة إذا استحقرته وطردته ؛ قال ابن بري : هذا وهم من الجوهري وإنما حق زوزيته أن يذكر في المعتل لأن لامه حرف علة وليس لامه زايا ، وقد ذكره أيضا في فصل زوى في باب المعتل اللام فقال : قدر زوزية زوازية مثل علبطة وعلابطة للعظيمة التي تضم الجزور ، وقوله : مثل علبطة وعلابطة يشهد بأن الياء من زوزية وزوازية أصل كما كانت الطاء في علبطة وعلابطة أصلا وهي لام الكلمة ، قال : وهذا هو الصحيح والأصل فيه زوزوة وزوازوة لأنه من مضاعف الأربعة ؛ وكذلك زوزى الرجل إذا نصب ظهره وأسرع في عدوه ، وإنما قلبت الواو ياء في زوزية وزوازية لانكسار ما قبلها ، وأما زوزيت فإنما قلبت الواو الأخيرة ياء لكونها رابعة ؛ كما تقلب الواو في غزوت ياء إذا صارت رابعة في نحو أغزيت ، فبان لك بهذا وهم الجوهري في جعل زوزية في فصل زيز ، قال : وقد وهم فيه من وجهين : أحدهما أن زوزية عينها واو وزيز عينه ياء ، والثاني : أن زوزية لامها علة وليس بزاي . وحكى أبو عبيد وغيره : أنه يقال : قدر زؤزئة ، بهمزة بعد الزاي الأولى وهمزة أخرى بعد الزاي الثانية ، فيكون من باب ما جاء تارة مهموزا وتارة معتلا ، يقال : زأزأ الظليم إذا رفع قطريه ومشى مسرعا . وقالوا : زوزى الرجل إذا نصب ظهره وأسرع عدوه ، فالمهموز والمعتل في هذا سواء ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية