الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 466 ] وقوله - جل وعز -: ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ؛ معنى " أذلة " : عددكم قليل؛ وكان المسلمون في تلك الحرب ثلاثمائة وبضعة عشر؛ وكانوا في يوم " أحد " ؛ سبعمائة؛ والكفار في يوم " أحد " ؛ ثلاثة آلاف؛ وكانوا في يوم " حنين " ؛ اثني عشر ألفا؛ فأعلم الله - جل وعز - أنهم حينما ألزموا الطاعة أنه ينصرهم؛ وهم قليل؛ وعدوهم أضعافهم؛ وفي يوم " أحد " ؛ نزل بهم ما نزل لمخالفة أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ في أن جاوزوا ما أمروا به؛ فجعل الله ذلك لهم عقوبة؛ لئلا يجبنوا؛ وجاء في بعض الخبر: " الفرار من الزحف كفر " ؛ ومعناه عندي - والله أعلم -: من فعل الكفار؛ لا أنه يخرج الإنسان من الإيمان إلى الكفر؛ وقد عفا الله فيه؛ فقال: ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم ؛ و " أذلة " ؛ جمع " ذليل " ؛ والأصل في " فعيل " ؛ إذا كان صفة؛ أن يجمع على " فعلاء " ؛ نحو: " ظريف " ؛ و " ظرفاء " ؛ و " شريك " ؛ و " شركاء " ؛ ولكن " فعلاء " ؛ اجتنب في التضعيف؛ لو قيل: " جللاء " ؛ و " قللاء " ؛ في " جليل " ؛ و " قليل " ؛ لاجتمع حرفان من جنس واحد؛ فعدل به إلى " أفعلة " ؛ من جمع الأسماء في " فعيل " ؛ نحو: " جريب " ؛ و " أجربة " ؛ و " قفيز " ؛ و " أقفزة. "

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية