الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم وصفوه بما هو شكر له؛ فقالوا: الذي أحلنا دار المقامة ؛ أي: الإقامة؛ ومكانها وزمانها؛ التي لا يريد النازل بها - على كثرة النازلين بها - ارتحالا منها؛ ولا يراد به ذلك؛ ولا شيء فيها يزول فيؤسف عليه.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان المالك المطلق لا يجب عليه شيء؛ ولا استحقاق لمملوكه عليه بوجه؛ قال: من فضله ؛ أي: بلا عمل منا؛ فإن حسناتنا إنما كانت منا منه - سبحانه -؛ لو لم يبعثنا عليها؛ وييسرها لنا؛ لما كانت. [ ص: 61 ] ولما تذكروا ما شاهدوه في عرصات القيامة من تلك الكروب؛ والأهوال؛ والأنكاد؛ والأثقال؛ التي أشار إليها قوله (تعالى): وإن تدع مثقلة إلى حملها ؛ الآية؛ استأنفوا قولهم في وصف دار القرار: لا يمسنا ؛ أي: في وقت من الأوقات؛ فيها نصب ؛ أي: نصب بدن؛ ولا وجع؛ ولا شيء؛ ولا يمسنا فيها لغوب ؛ أي: كلال؛ وتعب؛ وإعياء؛ وفتور نفس من شيء من الأشياء؛ قال أبو حيان : "وهو لازم عن تعب البدن"؛ فهي الجديرة لعمري بأن يقال فيها:


                                                                                                                                                                                                                                      صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها ... لو مسها حجر مسته سراء



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية