الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير

                                                                                                                                                                                                                                      24 - إنا أرسلناك بالحق ؛ حال من أحد الضميرين؛ يعني: "محقا"؛ أو "محقين"؛ أو صفة للمصدر؛ أي: إرسالا مصحوبا بالحق؛ بشيرا ؛ بالوعد؛ ونذيرا ؛ بالوعيد؛ وإن من أمة ؛ "وما من أمة قبل أمتك"؛ و"الأمة": الجماعة الكثيرة؛ وجد عليه أمة من الناس ؛ ويقال لأهل كل عصر: "أمة"؛ والمراد هنا أهل العصر؛ وقد كانت آثار النذارة باقية؛ فيما بين عيسى ومحمد - عليهما السلام -؛ فلم تخل تلك الأمم من نذير؛ وحين اندرست آثار نذارة عيسى - عليه السلام - بعث محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ إلا خلا ؛ مضى؛ فيها نذير ؛ يخوفهم؛ وخاصة الطغيان؛ وسوء عاقبة الكفران؛ واكتفى بالنذير عن البشير في آخر الآية؛ بعدما ذكرهما؛ لأن النذارة مشفوعة بالبشارة؛ فدل ذكر النذارة على ذكر البشارة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية