الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا

                                                                                                                                                                                                                                      هو الذي جعلكم خلائف في الأرض يقال للمستخلف خليفة، والأول يجمع خلائف، والثاني خلفاء. والمعنى أنه تعالى جعلكم خلفاءه في أرضه، وألقى إليكم مقاليد التصرف فيها، وسلطكم على ما فيها، وأباح لكم منافعها، أو جعلكم خلفاء ممن قبلكم من الأمم، وأورثكم ما بأيديهم من متاع الدنيا لتشكروه بالتوحيد والطاعة فمن كفر منكم مثل هذه النعمة السنية وغمطها فعليه كفره أي: وبال كفره لا يتعداه إلى غيره.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا بيان لوبال الكفر وغائلته، وهو مقت الله تعالى إياهم، أي: بغضه الشديد الذي ليس وراءه خزي وصغار، وخسار الآخرة الذي ما بعده شر وخسار، والتكرير لزيادة التقرير، والتنبيه على أن اقتضاء الكفر لكل واحد من الأمرين الهائلين القبيحين بطريق الاستقلال والأصالة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية