الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (101) قوله تعالى : وأنتم تتلى عليكم آيات الله : جملة حالية من فاعل "تكفرون " ، وكذلك وفيكم رسوله أي : كيف يوجد منكم الكفر مع وجود هاتين الحالين ؟

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 330 ] والاعتصام : الامتناع ، يقال : اعتصم واستعصم بمعنى واحد ، واعتصم زيد عمرا أي : هيأ له ما يعتصم به ، وقيل : الاعتصام : الإمساك ، واستعصم بكذا : أي استمسك به ، والعصام : ما يشد به القربة ، وبه يسمى الأشخاص ، والعصمة مستعملة بالمعنيين لأنها مانعة من الخطيئة وصاحبها مستمسك بالحق ، والعصمة أيضا : شبه السوار ، والمعصم : موضع العصمة ، ويسمى البياض الذي في الرسغ "عصمة " تشبيها بها ، وكأنهم جعلوا ضمة العين فارقة ، والأعصم من الوعول : ما في معاصمها بياض وهي أشدها عدوا ، قال :


                                                                                                                                                                                                                                      1370 - لو أن عصم عمايتين ويذبل سمعا حديثك ... ... ... ...



                                                                                                                                                                                                                                      وفي الحديث في النساء : " لا يدخل الجنة منهن إلا كالغراب الأعصم " وهو الأبيض الرجلين . وقيل : الأبيض الجناحين ، والمراد بذلك التقليل .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فقد هدي جواب الشرط ، وجيء في الجواب بـ "قد " دلالة على التوقع لأن المعتصم متوقع الهداية .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية