الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[طرق حديث أنس : ]

381 - حدثنا محمد بن علي الوراق ، ومحمد بن إسماعيل البخاري ، قالا : ثنا حرمي بن حفص ، قال : حدثني الضحاك بن نبراس ، ثنا ثابت ، عن أنس بن مالك ، قال : بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس مع أصحابه ، إذ جاءه رجل ، عليه ثياب السفر ، يتخطى الناس ، حتى جلس بين [ ص: 390 ] يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فوضع يده على ركبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : يا رسول الله ، ما الإسلام ؟ ! قال : " شهادة أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، وحج البيت ما استطعت إليه سبيلا " .

قال : فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم ؟ ! قال : " نعم " ! قال : صدقت! ، قال أصحاب رسول الله : هو يسأله ويصدقه ، كأنه أعلم منه ، أتعرفون الرجل ؟ ! قالوا : ما نعرفه ، ثم قال : يا محمد ، ما الإيمان ؟ ! قال : " الإيمان بالله ، واليوم الآخر ، وبالملائكة ، وبالكتاب ، وبالنبيين ، وبالموت ، وبالبعث ، وبالحساب ، وبالجنة وبالنار ، وبالقدر كله " .

قال : فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن ؟ ! قال : " نعم " ، قال : صدقت! ، قال : يا محمد ، ما الإحسان ؟ ! قال : أن تخشى الله ، كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك " ، قال : فإذا فعلت ذلك فأنا محسن ؟ ! قال : " نعم " ! قال : صدقت! ، قال : يا محمد! ، متى تقوم الساعة ؟ ! قال : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، ولكن لها أشراط " ، ثم قام فذهب ، [ ص: 391 ] فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " علي بالرجل! فاتبعوه ، يطلبونه فلم يروا شيئا ، فرجعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالوا : يا رسول الله! ، إنا اتبعنا الرجل ، فطلبناه فما رأينا شيئا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أتدرون من ذاك ؟ ! ذاك جبريل ، جاءكم يعلمكم أمر دينكم ، أما إنه لم يأتني على حالة ، أنكرته قبل اليوم " .


التالي السابق


الخدمات العلمية