الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4718 باب في النميمة

                                                                                                                              وقال النووي : (باب تحريم النميمة) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص159 ج16 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن عبد الله بن مسعود ، قال : إن محمدا صلى الله عليه وسلم ، قال : "ألا أنبئكم ما العضه ؟ هي النميمة ، القالة بين الناس" . وإن محمدا صلى الله عليه وسلم ، قال : "إن الرجل يصدق حتى يكتب صديقا ، ويكذب حتى يكتب كذابا" ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : إن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : "ألا أنبئكم ما العضه ؟") .

                                                                                                                              هذه اللفظة ، رووها على وجهين ؛

                                                                                                                              أحدهما : "العضه" بكسر العين ، وفتح الضاد المعجمة . على وزن "العدة والزنة" .

                                                                                                                              [ ص: 156 ] والثاني : "العضه" بفتح العين ، وإسكان الضاد . على وزن : "الوجه" . قال النووي : وهذا الثاني هو الأشهر : في روايات بلادنا . والأشهر : في كتب الحديث ، وكتب غريبه .

                                                                                                                              والأول : أشهر ، في كتب اللغة . ونقل عياض أنه رواية أكثر شيوخهم .

                                                                                                                              وتقدير الحديث -والله أعلم- : ألا أنبئكم ما "العضه" : الفاحش ، الغليظ التحريم ؟ (هي النميمة القالة بين الناس) .

                                                                                                                              وقال القسطلاني : هي نقل كلام بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد .

                                                                                                                              وقيل : هي كشف ما يكره كشفه . وهذا شامل لما يكرهه المنقول عنه ، أو المنقول إليه ، أو غيرهما . وسواء كان بالقول أو الكتابة أو الرمز أو الإيماء .

                                                                                                                              (وإن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : "إن الرجل يصدق حتى يكتب صديقا ، ويكذب حتى يكتب كذابا) .

                                                                                                                              وسيأتي الكلام ، في معنى الصدق والكذب ، إن شاء الله تعالى .




                                                                                                                              الخدمات العلمية