الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 93 ] استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا

                                                                                                                                                                                                                                      43 - استكبارا في الأرض ؛ مفعول له؛ وكذا ومكر السيئ ؛ والمعنى: وما زادهم إلا نفورا للاستكبار ومكر السيئ؛ أو حال؛ يعني: مستكبرين؛ وماكرين برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وأصل قوله: "ومكر السيئ"؛ وأن مكروا السيئ؛ أي: المكر السيئ؛ ثم "ومكرا السيئ"؛ ثم "ومكر السيئ"؛ والدليل عليه قوله: ولا يحيق ؛ يحيط؛ وينزل المكر السيئ إلا بأهله ؛ ولقد حاق بهم يوم "بدر"؛ وفي المثل: "من حفر لأخيه جبا وقع فيه مكبا"؛ فهل ينظرون إلا سنت الأولين ؛ وهو إنزال العذاب على الذين كذبوا برسلهم من الأمم قبلهم؛ والمعنى: فهل ينظرون بعد تكذيبك إلا أن ينزل بهم العذاب مثل الذي نزل بمن قبلهم من مكذبي الرسل؛ جعل استقبالهم لذلك انتظارا له منهم؛ فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا ؛ بين أن سنته التي هي الانتقام من مكذبي الرسل سنة لا يبدلها في ذاتها؛ ولا يحولها عن أوقاتها؛ وأن ذلك مفعول لا محالة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية