الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 272 ] كتاب العارية .

                                                                                                                          العارية مشددة الياء على المشهور ، وحكى الخطابي وغيره تخفيفها ، وجمعها عواري بالتشديد والتخفيف ، قال ابن فارس : ويقال لها العارة أيضا قال الشاعر :


                                                                                                                          فأخلف وأتلف إنما المال عارة ، وكله مع الدهر الذي هو آكله

                                                                                                                          .

                                                                                                                          قال الأزهري : هي مأخوذة من عار الشيء يعير إذا ذهب وجاء ، ومنه قيل للغلام الخفيف : عيار وهي منسوبة إلى العارة بمعنى الإعارة ، وقال الجوهري : هي منسوبة إلى العار ؛ لأن طلبها عار وعيب ، وقيل هي مشتقة من التعاور من قولهم اعتوروا الشيء وتعاوروه وتعوروه إذا تداولوه بينهم ، قال المصنف - رحمه الله - في المغني : عاره العين وأعاره ، وهي في الشرع : إباحة الانتفاع بعين من أعيان المال ، وقال السامري : هي إباحة منافع أعيان يصح الانتفاع بها مع بقاء عينها ، وقيل : هي هبة منفعة العين .

                                                                                                                          " إلا منافع البضع "

                                                                                                                          البضع بضم الباء : فرج المرأة والنكاح أيضا ، والبضع : بالكسر والفتح عن غير واحد : ما بين الثلاثة والعشرة ، وقيل غير ذلك ، وليس هذا موضعه .

                                                                                                                          " في لجة البحر "

                                                                                                                          اللجة بضم اللام من البحر : حيث لا يدرك قعره .

                                                                                                                          " ولم يذكر أصحابنا عليه أجرة "

                                                                                                                          يجوز نصب أجرة على أنه مفعول يذكر ، أو على معنى لم يوجبوا عليه أجرة ، ويجوز رفع أجرة لأن يذكروا بمعنى يقولوا ، فتكون الجملة محكية .

                                                                                                                          " وإن حمل غرس غيره "

                                                                                                                          الضمير في حمل للسيل .

                                                                                                                          [ ص: 273 ] " فهل يكون كغرس الشفيع "

                                                                                                                          المراد بالشفيع : المشتري للشقص ؛ لأن الغرس له حقيقة ، وهو للشفيع مجاز ؛ لأن له أن يأخذه بالقيمة .

                                                                                                                          " كخمل المنشفة "

                                                                                                                          الخمل بسكون الميم ما يعلو الثوب من الزئبر ، شبيه بخمل الطنافس . والمنشفة بكسر الميم .

                                                                                                                          " إلى إصطبل المالك "

                                                                                                                          إصطبل بكسر الهمزة وهي همزة قطع أصلية ، وسائر حروفها أصلية ، وهو بيت الخيل ونحوها ، قال أبو عمرو : ليس من كلام العرب .

                                                                                                                          " كالسائس "

                                                                                                                          السائس اسم فاعل من ساس يسوس فهو سائس إذا أحسن النظر ، وقال ابن القطاع : ساس الراكب الدابة أحسن رياضتها وأدبها ، ثم صار في العرف عبارة عن خادم الدواب ، وهو المراد هنا .

                                                                                                                          " أو المدعى "

                                                                                                                          بفتح العين اسم مفعول . والله سبحانه وتعالى أعلم .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية