الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون

                                                                                                                                                                                                                                      واضرب لهم مثلا أصحاب القرية ضرب المثل يستعمل تارة في تطبيق حالة غريبة بحالة أخرى مثلها، كما في قوله تعالى: ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط وأخرى في ذكر حالة غريبة، وبيانها للناس من غير قصد إلى تطبيقها بنظيرة لها، كما في قوله تعالى: وضربنا لكم الأمثال على أحد الوجهين، أي: بينا لكم أحوالا بديعة هي في الغرابة كالأمثال، فالمعنى على الأول: اجعل أصحاب القرية مثلا لهؤلاء في الغلو في الكفر، والإصرار على تكذيب الرسل، أي: طبق حالهم بحالهم على أن "مثلا" مفعول ثان لـ"اضرب" و"أصحاب القرية" مفعوله الأول أخر عنه ليتصل به ما هو شرحه وبيانه.

                                                                                                                                                                                                                                      وعلى الثاني: اذكر وبين لهم قصة هي في الغرابة كالمثل، وقوله تعالى: "أصحاب القرية" بدل منه بتقدير المضاف، أو بيان له، والقرية: أنطاكية إذ جاءها المرسلون بدل اشتمال من أصحاب القرية، وهم رسل عيسى - عليه السلام - إلى أهلها، ونسبة إرسالهم إليه تعالى في قوله:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية