الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سبط ]

                                                          سبط : السبط والسبط والسبط : نقيض الجعد ، والجمع سباط ؛ قال سيبويه : هو الأكثر فيما كان على فعل صفة ، وقد سبط سبوطا وسبوطة وسباطة وسبطا ؛ الأخيرة عن سيبويه ، والسبط : الشعر الذي لا جعودة فيه . وشعر سبط وسبط : مسترسل غير جعد . ورجل سبط الشعر وسبطه وقد سبط شعره ، بالكسر ، يسبط سبطا . وفي الحديث في صفة شعره : ليس بالسبط ولا بالجعد القطط ؛ السبط من الشعر : المنبسط المسترسل ، والقطط : الشديد الجعودة ، أي كان شعره وسطا بينهما . ورجل سبط الجسم وسبطه طويل الألواح مستويها بين السباطة ، مثل فخذ وفخذ ، من قوم سباط إذا كان حسن القد والاستواء ؛ قال الشاعر :


                                                          فجاءت به سبط العظام كأنما عمامته ، بين الرجال ، لواء



                                                          ورجل سبط بالمعروف : سهل ، وقد سبط سباطة وسبط سبطا ، ولغة أهل الحجاز : رجل سبط الشعر وامرأة سبطة . ورجل سبط اليدين بين السبوطة : سخي سمح الكفين ؛ قال حسان :


                                                          رب خال لي ، لو أبصرته     سبط الكفين في اليوم الخصر



                                                          شمر : مطر سبط وسبط أي متدارك سح ، وسباطته سعته وكثرته ؛ قال القطامي :


                                                          صافت تعمج أعراف السيول به     من باكر سبط ، أو رائح يبل



                                                          أراد بالسبط المطر الواسع الكثير ، ورجل سبط بين السباطة : طويل ؛ قال :


                                                          أرسل فيها سبطا لم يخطل



                                                          أي هو في خلقته التي خلقه الله تعالى فيها لم يزد طولا . وامرأة سبطة الخلق وسبطة : رخصة لينة . ويقال للرجل الطويل الأصابع : إنه لسبط الأصابع . وفي صفته ، صلى الله عليه وسلم : سبط القصب ؛ السبط والسبط ، بسكون الباء وكسرها : الممتد الذي ليس فيه تعقد ولا نتوء ، والقصب يريد بها ساعديه وساقيه . وفي حديث الملاعنة : إن جاءت به سبطا فهو لزوجها أي ممتد الأعضاء تام الخلق . والسباطة : ما سقط من الشعر إذا سرح ، والسباطة : الكناسة ، وفي الحديث : أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أتى سباطة قوم فبال فيها قائما ثم توضأ ومسح على خفيه ؛ السباطة والكناسة : الموضع الذي يرمى فيه التراب والأوساخ وما يكنس من المنازل ، وقيل : هي الكناسة نفسها وإضافتها إلى القوم إضافة تخصيص لا ملك لأنها كانت مواتا مباحة ، وأما قوله قائما فقيل : لأنه لم يجد موضعا للقعود لأن الظاهر من السباطة أن لا يكون موضعها مستويا ، وقيل : لمرض منعه عن القعود ، وقد جاء في بعض الروايات لعلة بمأبضيه ، وقيل : فعله للتداوي من وجع الصلب لأنهم كانوا يتداوون بذلك ، وفيه أن مدافعة البول مكروهة ، لأنه بال قائما في السباطة ، ولم يؤخره ، والسبط ، بالتحريك ، نبت ، الواحدة سبطة ، قال أبو عبيد : السبط النصي ما دام رطبا ، فإذا يبس فهو الحلي ، ومنه قول ذي الرمة يصف رملا :


                                                          بين النهار وبين الليل من عقد     على جوانبه الأسباط والهدب



                                                          وقال فيه العجاج :


                                                          أجرد ينفي عذر الأسباط



                                                          ابن سيده : السبط الرطب من الحلي وهو من نبات الرمل . وقال أبو حنيفة : قال أبو زياد : السبط من الشجر وهو سلب طوال في السماء [ ص: 111 ] دقاق العيدان تأكله الإبل والغنم ، وليس له زهرة ولا شوك ، وله ورق دقاق على قدر الكراث ، قال : وأخبرني أعرابي من عنزة أن السبط نباته نبات الدخن الكبار دون الذرة ، وله حب كحب البزر لا يخرج من أكمته إلا بالدق ، والناس يستخرجونه ويأكلونه خبزا وطبخا ، واحدته سبطة ، وجمع السبط أسباط . وأرض مسبطة من السبط . كثيرة السبط . الليث : السبط نبات كالثيل إلا أنه يطول وينبت في الرمال ، الواحدة سبطة . قال أبو العباس : سألت ابن الأعرابي ما معنى السبط في كلام العرب ؟ قال : السبط والسبطان والأسباط خاصة الأولاد والمصاص منهم ، وقيل : السبط واحد الأسباط وهو ولد الولد ، ابن سيده : السبط ولد الابن والابنة . وفي الحديث : الحسن والحسين سبطا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ورضي عنهما ، ومعناه أي طائفتان وقطعتان منه ، وقيل : الأسباط خاصة الأولاد ، وقيل : أولاد الأولاد ، وقيل : أولاد البنات ، وفي الحديث أيضا الحسين سبط من الأسباط ، أي أمة من الأمم في الخير ، فهو واقع على الأمة والأمة واقعة عليه . ومنه حديث الضباب : إن الله غضب على سبط من بني إسرائيل فمسخهم دواب . والسبط من اليهود : كالقبيلة من العرب ، وهم الذين يرجعون إلى أب واحد ، سمي سبطا ليفرق بين ولد إسمعيل وولد إسحق ، وجمعه أسباط . وقوله عز وجل : وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما ؛ ليس " أسباطا " بتمييز لأن المميز إنما يكون واحدا لكنه بدل من قوله اثنتي عشرة كأنه قال : جعلناهم أسباطا . والأسباط من بني إسرائيل : كالقبائل من العرب . وقال الأخفش في قوله اثنتي عشرة أسباطا ؛ قال : أنث لأنه أراد اثنتي عشرة فرقة ثم أخبر أن الفرق أسباط ولم يجعل العدد واقعا على الأسباط ، قال أبو العباس : هذا غلط لا يخرج العدد على غير الثاني ولكن الفرق قبل اثنتي عشرة حتى تكون اثنتي عشرة مؤنثة على ما فيها كأنه قال : وقطعناهم فرقا اثنتي عشرة فيصح التأنيث لما تقدم . وقال قطرب : واحد الأسباط سبط . يقال : هذا سبط ، وهذه سبط وهؤلاء سبط جمع ، وهي الفرقة . وقال الفراء : لو قال اثني عشر سبطا لتذكير السبط كان جائزا ، وقال ابن السكيت : السبط ذكر ولكن النية ، والله أعلم ، ذهبت إلى الأمم ، وقال الزجاج : المعنى وقطعناهم اثنتي عشرة فرقة أسباطا ، فأسباطا من نعت فرقة كأنه قال : وجعلناهم أسباطا ، فيكون أسباطا بدلا من اثنتي عشرة ، قال : وهو الوجه . وقال الجوهري : ليس أسباطا بتفسير ، ولكنه بدل من اثنتي عشرة لأن التفسير لا يكون إلا واحدا منكورا ، كقولك اثني عشر درهما ، ولا يجوز دراهم ، وقوله أمما من نعت أسباط ، وقال الزجاج : قال بعضهم : السبط القرن الذي يجيء بعد قرن ، قالوا : والصحيح أن الأسباط في ولد إسحق بن إبراهيم بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل ، عليهم السلام ، فولد كل ولد من ولد إسماعيل قبيلة ، وولد كل ولد من ولد إسحق سبط ، وإنما سمي هؤلاء بالأسباط وهؤلاء بالقبائل ليفصل بين ولد إسماعيل وولد إسحق ، عليهما السلام . قال : ومعنى إسماعيل في القبيلة معنى الجماعة ، يقال : لكل جماعة من أب واحد قبيلة ، وأما الأسباط فمشتق من السبط ، والسبط ضرب من الشجر ترعاه الإبل ، ويقال : الشجرة لها قبائل ، فكذلك الأسباط من السبط كأنه جعل إسحق بمنزلة شجرة ، وجعل إسمعيل بمنزلة شجرة أخرى ، وكذلك يفعل النسابون في النسب يجعلون الوالد بمنزلة الشجرة ، والأولاد بمنزلة أغصانها ، فتقول طوبى لفرع فلان ! وفلان من شجرة مباركة . فهذا ، والله أعلم ، معنى الأسباط والسبط ؛ قال ابن سيده : وأما قوله :


                                                          كأنه سبط من الأسباط



                                                          فإنه ظن السبط الرجل فغلط وسبطت الناقة وهي مسبط : ألقت ولدها لغير تمام . وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : كانت تضرب اليتيم يكون في حجرها حتى يسبط أي يمتد على وجه الأرض ساقطا ، يقال : أسبط على الأرض إذا وقع عليها ممتدا من ضرب أو مرض . وأسبط الرجل إسباطا إذا انبسط على وجه الأرض وامتد من الضرب . واسبطر أي امتد منه ، ومنه حديث شريح : فإن هي درت واسبطرت ؛ يريد امتدت للإرضاع ؛ وقال الشاعر :


                                                          ولينت من لذة الخلاط     قد أسبطت وأيما إسباط



                                                          يعني امرأة أتيت ، فلما ذاقت العسيلة مدت نفسها على الأرض ، وقولهم : ما لي أراك مسبطا أي مدليا رأسك كالمهتم مسترخي البدن . أبو زيد : يقال : للناقة إذا ألقت ولدها قبيل أن يستبين خلقه : قد سبطت وأجهضت ورجعت رجاعا . وقال الأصمعي : سبطت الناقة بولدها وسبغت ، بالغين المعجمة ، إذا ألقته وقد نبت وبره قبل التمام . والتسبيط في الناقة : كالرجاع . وسبطت النعجة إذا أسقطت . وأسبط الرجل : وقع فلم يقدر على التحرك من الضعف ، وكذلك من شرب الدواء أو غيره ، عن أبي زيد ، وأسبط بالأرض : لزق بها ؛ عن ابن جبلة . وأسبط الرجل أيضا سكت من فرق . والسبطانة : قناة جوفاء مضروبة بالعقب يرمى بها الطير ، وقيل : يرمى فيها بسهام صغار ينفخ فيها نفخا فلا تكاد تخطئ . والساباط : سقيفة بين حائطين ، وفي المحكم : بين دارين ، وزاد غيره : من تحتها طريق نافذ ، والجمع سوابيط وساباطات . وقولهم في المثل : أفرغ من حجام ساباط ، قال الأصمعي : هو ساباط كسرى بالمدائن وبالعجمية بلاس آباد ، وبلاس اسم رجل ؛ ومنه قول الأعشى :


                                                          فأصبح لم يمنعه كيد وحيلة     بساباط حتى مات وهو محرزق



                                                          يذكر النعمان بن المنذر وكان أبرويز حبسه بساباط ثم ألقاه تحت أرجل الفيلة ، وساباط : موضع ، قال الأعشى :


                                                          هنالك ما أغنته عزة ملكه     بساباط حتى مات وهو محرزق



                                                          وسباط : من أسماء الحمى ، مبني على الكسر ؛ قال المتنخل الهذلي :


                                                          أجزت بفتية بيض كرام     كأنهم تملهم سباط



                                                          وسباط : اسم شهر بالرومية ، وهو الشهر الذي بين الشتاء والربيع ، [ ص: 112 ] وفي التهذيب : وهو في فصل الشتاء ، وفيه يكون تمام اليوم الذي تدور كسوره في السنين ، فإذا تم ذلك اليوم في ذلك الشهر سمى أهل الشام تلك السنة عام الكبيس ، وهم يتيمنون به إذا ولد فيه مولود أو قدم قادم من سفر . والسبط الربعي : نخلة تدرك آخر القيظ . وسابط وسبيط : اسمان . وسابوط : دابة من دواب البحر . ويقال : سبط فلان على ذلك الأمر يمينا وسمط عليه ، بالباء والميم ، أي حلف عليه . ونعجة مسبوطة إذا كانت مسموطة محلوقة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية