الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله [16]

                                                                                                                                                                                                                                        وعن الحسن ( ألم يئن ) يقال : أإن يئين وأني يأنى وحان يحين ، ونال ينال وأنال ينيل بمعنى واحد و"أن" في موضع رفع بيأن ( وما نـزل من الحق ) "ما" في موضع خفض أي ولما نزل ، هذه قراءة شيبة ونافع ، وقرأ أبو جعفر وأبو عمرو وابن كثير والكوفيون ( وما نزل من الحق) وعن عبد الله بن مسعود أنه قرأ ( وما أنزل من الحق) وأبو عبيد يختار التشديد؛ لأن قبله ذكر الله جل وعز . قال أبو جعفر : والمعنى واحد؛ لأن الحق لا ينزل حتى ينزله [ ص: 360 ] الله عز وجل ، وليس يقع في هذا اختيار وله جاز أن يقال في مثل هذا اختيار لقيل : الاختيار نزل؛ لأن قبله ( لذكر الله ) ولم يقل لتذكير الله . ( ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل ) يكونوا في موضع نصب معطوف على "تخشع" أي وألا يكونوا ، ويجوز أن تكون في موضع جزم . والأول أولى؛ لأنها واو عطف ، ولا يقطع ما بعدها مما قبلها إلا بدليل ( فطال عليهم الأمد ) قال مجاهد الدهر ( فقست قلوبهم ) أي لم تلن ولم تقبل الوعظ ( وكثير منهم فاسقون ) مبتدأ وخبره ولم يعموا بالفسق؛ لأن منهم من قد آمن ، ومنهم من لم تبلغه الدعوة ، وهو مقيم على ما جاء به نبيه صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية