الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

5 - أسعد بن زرارة ، أبو أمامة :

خرج إلى مكة هو وذكوان بن عبد قيس يتنافران إلى عتبة بن ربيعة ، فسمعا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأتياه ، فعرض عليهما الإسلام فأسلما ، ولم يقربا عتبة ورجعا إلى المدينة ، فكانا أول من قدم بالإسلام المدينة .

وكان أسعد أحد النقباء الاثني عشر ، وهو الذي أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة وقال: أيها الناس ، هل تدرون على ما تبايعون محمدا؟ إنكم تبايعونه على أن تحاربوا العرب والعجم ، والجن والإنس . فقالوا: نحن حرب لمن حارب ، وسلم لمن سالم .

ولما خرج مصعب بن عمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهاجر معه كان أسعد يصلي بالناس الصلوات الخمس ويجمع بهم في موضع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

مات أسعد بالذبحة قبل أن يفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بناء مسجده ، ودفن بالبقيع .

والأنصار يقولون: هو أول من دفن به . والمهاجرون يقولون: عثمان بن مظعون .

قال ابن إسحاق : والذي حدثني عاصم بن عمر بن قتادة : أنه لما مات أسعد [بن زرارة] اجتمعت بنو النجار إلى رسول الله ، وكان أبو أمامة نقيبهم ، فقالوا: يا رسول [ ص: 83 ] الله ، إن هذا الرجل قد كان منا بحيث قد علمت ، فاجعل منا رجلا مكانه يقيم من أمورنا ما كان يقيمه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنتم أخوالي وأنا منكم ، أنا نقيبكم" وكره أن يخص بها بعضهم دون بعض . فكان من فضل بني النجار الذي بعد قومهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان نقيبهم .

وأخبرنا محمد بن أبي طاهر قال: أنبأنا البرمكي قال: أخبرنا ابن حيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: أخبرنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الرجال قال: مات أسعد بن زرارة في شوال على رأس تسعة أشهر من الهجرة ، ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يبنى ، وذلك قبل بدر ، فجاءت بنو النجار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: قد مات نقيبنا ، فنقب علينا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا نقيبكم"

6 - البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان :

شهد العقبة ، وكان أول من تكلم ليلة العقبة حين لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم السبعون من الأنصار فبايعوه وأخذ منهم النقباء ، وكان هو أحد النقباء ، فحمد الله ، فقال: الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد وحبانا به ، وكنا أول من أجاب فأجبنا الله ورسوله ، وسمعنا وأطعنا ، يا معشر الأوس والخزرج ، قد أكرمكم الله بدينه ، فإن أخذتم السمع والطاعة والمؤازرة بالشكر ، فأطيعوا الله ورسوله . ثم جلس ، وقدم المدينة قبل أن يهاجر رسول الله ، فتوفي قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشهر ، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق بأصحابه ، فصلى على قبره ، وقال: اللهم اغفر له وارحمه وارض عنه وقد فعلت .

وهو أول من مات من النقباء .

7 - كلثوم بن الهدم بن امرئ القيس بن الحارث :

كان شريفا ، كبير السن ، أسلم قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 84 ] نزل عليه ، ونزل عليه جماعة منهم: أبو عبيدة ، والمقداد ، وخباب في آخرين .

وتوفي قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بيسير ، وكان رجلا صالحا .

التالي السابق


الخدمات العلمية