الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4742 [ ص: 180 ] باب النهي أن يشير الرجل إلى أخيه بالسلاح

                                                                                                                              ولفظ النووي : (باب النهي عن الإشارة بالسلاح إلى مسلم) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص170 ج16 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن همام بن منبه ، قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فذكر أحاديث منها : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح . فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده ، فيقع في حفرة من النار" ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا يشير) هكذا هو في جميع النسخ : بالياء بعد الشين . وهو صحيح . وهو نهي بلفظ "الخبر" ، كقوله تعالى : لا تضار والدة .

                                                                                                                              [ ص: 181 ] وقد قدمنا مرارا أن هذا أبلغ من لفظ النهي .

                                                                                                                              (أحدكم إلى أخيه بالسلاح ، فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع) ضبطناه بالعين المهملة . وكذا نقله عياض عن جميع روايات مسلم . وكذا هي في نسخ بلاد النووي .

                                                                                                                              ومعناه : يرمي (في يده) ويحقق ضربته ، ورميته .

                                                                                                                              وروي في غير مسلم بالغين المعجمة . وهو بمعنى "الإغراء" أي يحمل على تحقيق الضرب به ، ويزين ذلك (فيقع في حفرة من النار) .

                                                                                                                              وفي رواية أخرى : "من أشار إلى أخيه بحديدة ، فإن الملائكة تلعنه ، حتى يدعه . وإن كان أخاه لأبيه وأمه" .

                                                                                                                              وفي هذه الأحاديث تأكيد حرمة المسلم ، والنهي الشديد عن ترويعه وتخويفه والتعرض له بما قد يؤذيه .

                                                                                                                              وكون الأخ "لأبيه وأمه" مبالغة في إيضاح عموم النهي في كل أحد ، سواء من يتهم فيه ، ومن لا يتهم . وسواء كان هذا هزلا ولعبا أم لا . لأن ترويع المسلم حرام بكل حال . ولأنه قد يسبقة السلاح ، كما صرح به في الأخرى .

                                                                                                                              ولعن الملائكة يدل على أنه حرام .




                                                                                                                              الخدمات العلمية