الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولو يؤاخذ الله الناس جميعا بما كسبوا فعلوا من السيئات كما وأخذ أولئك ما ترك على ظهرها أي ظهر الأرض، وقد سبق ذكرها في قوله تعالى: في السماوات ولا في الأرض فليس من الإضمار قبل الذكر كما زعمه الرضي، وظهر الأرض مجاز عن ظاهرها كما قال الراغب وغيره، وقيل: في الكلام استعارة مكنية تخييلية، والمراد ما ترك عليها من دابة أي من حيوان يدب على الأرض لشؤم المعاصي، وقد قال سبحانه: واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة [الأنفال: 25] وهو المروي عن ابن مسعود ، وقيل: المراد بالدابة الإنس وحدهم وأيد بقوله تعالى: ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى وهو يوم القيامة فإن الضمير للناس لأنه ضمير العقلاء ويوم القيامة الأجل المضروب لبقاء نوعهم، وقيل: هو لجميع من ذكر تغليبا ويوم القيامة الأجل المضروب لبقاء جنس المخلوقات.

                                                                                                                                                                                                                                      فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا فيجازي المكلفين منهم عند ذلك بأعمالهم إن شرا فشر وإن خيرا فخير، وجملة فإن الله إلخ موضوعة موضع الجزاء، والجزاء في الحقيقة يجازى كما أشرنا إليه، هذا والله تعالى هو الموفق للخير ولا اعتماد إلا عليه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية