الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4148 (22) باب المبادرة بقتل الحيات إلا أن تكون من ذوات البيوت فلا تقتل حتى تستأذن ثلاثا

                                                                                              [ 2102 ] عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار، وقد أنزلت عليه والمرسلات عرفا فنحن نأخذها من فيه رطبة; إذ خرجت علينا حية فقال: اقتلوها، فابتدرناها لنقتلها فسبقتنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقاها الله شركم كما وقاكم شرها.

                                                                                              رواه أحمد (1 \ 428) والبخاري (4931) ومسلم (2234) والنسائي (5 \ 208). [ ص: 535 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 535 ] وقول ابن مسعود - رضي الله عنه -: (أنزلت والمرسلات عرفا فنحن نأخذها من فيه رطبة ) أي: مستطابة سهلة كالثمرة الرطبة السهلة الجنى. وقيل: معناه: أي: نتلقاها لنسمعها منه لأول نزولها، كالشيء الرطب في أول أحواله. والأول أوقع تشبيها، ويدل عليه: قوله - صلى الله عليه وسلم - في الخوارج: ( يقرءون القرآن رطبا لا يجاوز حناجرهم ) أي: يستطيبون تلاوته، ولا يفهمون معانيه.

                                                                                              [ ص: 536 ] وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ( وقاها الله شركم ) أي: قتلكم لها; فإنه شر بالنسبة لها وإن كان خيرا بالنسبة إلينا.

                                                                                              و(قوله: كما وقاكم شرها ) أي: لسعها. وفيه: دلالة على صحة ما ذكرناه من استصحاب أصل الضرر في نوع الحيات.




                                                                                              الخدمات العلمية