الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (104) قوله تعالى : ولتكن منكم أمة : يجوز أن تكون التامة أي : ولتوجد منكم أمة ، فتكون "أمة " فاعلا ، و "يدعون " جملة في محل رفع صفة لأمة ، و "منكم " متعلق بتكن على أنها تبعيضية ، ويجوز أن يكون "منكم " متعلقا بمحذوف على أنه حال من "أمة " إذ كان يجوز جعله صفة لها لو تأخر عنها ، ويجوز أن تكون "من " للبيان لأن المبين وإن تأخر لفظا فهو مقدم رتبة ، ويجوز أن تكون الناقصة فأمة اسمها و "يدعون " خبرها ، و "منكم " متعلق : إما بالكون ، وإما بمحذوف على الحال من "أمة " . ويجوز أن يكون "منكم " هو الخبر و "يدعون " صفة لأمة ، وفيه بعد . وقرأ العامة : "ولتكن " . وقرأ الحسن والزهري والسلمي بكسرها ، وهو الأصل .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر من باب ذكر الخاص بعد العلم اعتناء به كقوله : وملائكته ورسله وجبريل وميكال لأن اسم الخير يقع عليهما بل هما أعظم الخيور . وقوله : جاءهم البينات لم يؤنث الفعل للفصل ولكونه غير حقيقي بمعنى الدلائل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية