الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله [29]

                                                                                                                                                                                                                                        "لا" زائدة للتوكيد ودل على هذا ما قبل الكلام وما بعده أي لأن يعلم ويروى عن ابن عباس أنه قرأ ( لأن يعلم أهل الكتاب) وكذا يروى عن عاصم الجحدري وعن ابن مسعود ( لكي يعلم أهل الكتاب) وكذا عن سعيد بن جبير ، وهذه قراءات على التفسير "لا يقدرون" فرفعت الفعل لأن المعنى أنه لا يقدرون يدل على هذا أن بعده : ( وأن الفضل بيد الله ) ، وبعض الكوفيين يقول "لا" بمعنى "ليس" ، والأول قول سيبويه ، وروى المعتمر عن أبيه عن ابن عباس قال : اقرءوا بقراءة ابن مسعود ( ألا يقدروا) بغير نون فهذا على أنه منصوب بأن . قال أبو جعفر : وهذا بعيد في العربية أن تقع "أن" معملة بعد "يعلم" وهو من الشواذ ، [ومن الشواذ] أنه روي عن الحسن أنه قرأ ( لئلا يعلم أهل الكتاب) بالرفع ومجازه ما ذكرناه من أن التقدير فيه أنه وأن الفضل بيد الله أي بيد الله دونهم؛ لأنه كما روي قالوا : الأنبياء منا فكفروا بعيسى صلى الله عليه وسلم وبمحمد فأعلم الله جل وعز أن الفضل بيده [ ص: 370 ] يرسل من شاء وينعم على من أراد إلا أن قتادة قال : لما أنزل الله جل وعز ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ) حسد اليهود المسلمين فأنزل الله جل وعز ( لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ) أي من خلقه ( والله ذو الفضل العظيم ) أي على عباده .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية