الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا [3]

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : اختلف العلماء في معنى العود فقال قوم ممن يقول بالظاهر : لا يجب عليه الكفارة حتى يظاهر مرة ثانية ، وحكوا ذلك عن بكير بن عبد الله بن الأشج ، وقال قتادة : ( ثم يعودون لما قالوا ) هو أن يعزم بعد الظهار على وطئها وغشيانها ، وقال بعض الفقهاء : عوده أن يمسكها ولا [ ص: 373 ] يطلقها بعد الظهار فتجب عليه الكفارة ، وقال القتبي : هو أن يعود لما كان يقال في الجاهلية وقال أبو العالية : "لما قالوا" أي فيما قالوا ، وقال الفراء : لما قالوا وإلى ما قالوا وفيما قالوا واحد ، [يريد] يرجعون عن قولهم ، وقال الأخفش : فيه تقديم وتأخير أي فتحرير رقبة لما قالوا . ومن أبينها قول قتادة أي ثم يعودون إلى ما قالوا من التحريم فيحلونه ( فتحرير رقبة ) أو فعليهم تحرير رقبة ، ويجوز عند النحويين البصريين فتحرير رقبة ( من قبل أن يتماسا ) من قبل أن يمس الرجل المرأة ، ومن قبل أن تمس المرأة الرجل . وهذا عام غير أن سفيان كان يقول : له ما دون الجماع .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية