الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إنما النجوى من الشيطان [10] أصح ما قيل فيه قول قتادة قال : كان المنافقون يتناجون بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فيسوء ذلك المسلمين ويكبر عليهم فأنزل الله جل وعز ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا ) الآية ، ويدل على صحة هذا القول ما قبله وما بعده من القرآن . وقال ابن زيد : كان الرجل يناجي النبي صلى الله عليه وسلم في الحاجة ويفعل ذلك ليرى الناس أنه ناجى النبي صلى الله عليه وسلم فيوسوس إبليس للمسلمين فيقول : إنما هذه المناجاة لجموع قد اجتمعت لكم وأمر قد حضر ترادون به فيحزنون لذلك . وفي الآية قول ثالث ذكره محمد بن جرير قال : حدثنا محمد بن حميد قال : حدثنا يحيى بن واضح قال : حدثنا يحيى بن داود البجلي قال : سئل عطية العوفي وأنا أسمع عن الرؤيا فقال : الرؤيا على ثلاثة منازل منها ما يوسوس به الشيطان فذلك قول الله جل وعز ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا ) ومنها ما يحدث الرجل به نفسه فيراه في منامه ومنها أخذ باليد ، ويقرأ [ ص: 378 ] (ليحزن) والأول أفصح ( وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله ) قال محمد بن جرير : أي بقضاء الله وقدره ، وقيل : ( بإذن الله ) بما أذن الله جل وعز فيه ، وهو غمهم بالمؤمنين؛ لأنه جل ثناؤه قد أذن في ذلك ( وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) أي ليكلوا أمرهم إليه ولا تحزنهم النجوى وما يتسار به المنافقون إذا كان الله جل وعز يحفظهم ويحوطهم .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية