الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (12) قوله: أفتمارونه : قرأ الأخوان "أفتمرونه" بفتح التاء وسكون الميم، والباقون "تمارونه". وعبد الله بن مسعود [ ص: 89 ] والشعبي "أفتمرونه" بضم التاء وسكون الميم. فأما الأولى ففيها وجهان، أحدهما: أنها من مريته حقه إذا غلبته وجحدته إياه. وعدي بـ "على" لتضمنه معنى الغلبة. وأنشد:


                                                                                                                                                                                                                                      4128 - لئن هجرت أخا صدق ومكرمة لقد مريت أخا ما كان يمريكا



                                                                                                                                                                                                                                      لأنه إذا جحده حقه فقد غلبه عليه. والثاني: أنها من مراه على كذا أي: غلبه عليه فهو من المراء وهو الجدال. وأما الثانية فهي من ماراه يماريه مراءاة أي: جادله. واشتقاقه من مري الناقة; لأن كل واحد من المتجادلين يمري ما عند صاحبه. وكان من حقه أن يتعدى بـ "في" كقولك: جادلته في كذا، وإنما ضمن معنى الغلبة فعدي تعديتها. وأما قراءة عبد الله فمن أمراه رباعيا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية