الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا قيل لهم اتقوا بيان لإعراضهم عن الآيات التنزيلية بعد بيان إعراضهم عن الآيات الآفاقية التي كانوا يشاهدونها، وعدم تأملهم فيها، أي: إذا قيل لهم بطريق الإنذار بما نزل من الآيات أو بغيره: اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم من الآفات والنوازل، فإنها محيطة بكم، أو ما يصيبكم من المكاره من حيث تحتسبون ومن حيث لا تحتسبون، أو من الوقائع النازلة على الأمم الخالية قبلكم والعذاب المعد لكم في الآخرة، أو من نوازل السماء ونوائب [ ص: 170 ] الأرض، أو من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، أو ما تقدم من الذنوب وما تأخر لعلكم ترحمون إما حال من واو "اتقوا" أو غاية له، أي: راجين أن ترحموا، أو كي ترحموا فتنجوا من ذلك لما عرفتم أن مناط النجاة ليس إلا رحمة الله تعالى، وجواب إذا محذوف; ثقة بانفهامه من قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية