الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (14) قوله: عند سدرة : ظرف لرآه و عندها جنة جملة ابتدائية في موضع الحال. والأحسن أن يكون الحال الظرف، و "جنة المأوى" فاعل به. والعامة على "جنة" اسم مرفوع. وقرأ أمير المؤمنين وأبو الدرداء وأبو هريرة وابن الزبير وأنس وزر بن حبيش ومحمد بن كعب "جنه" فعلا ماضيا. والهاء ضمير المفعول يعود للنبي صلى الله عليه وسلم. والمأوى فاعل بمعنى: ستره إيواء الله تعالى. وقيل: المعنى: ضمه المبيت والليل. وقيل: جنه بظلاله ودخل فيه. وقد ردت عائشة رضي الله عنها هذه القراءة وتبعها جماعة وقالوا: "أجن الله من قرأها"، وإذا ثبتت قراءة عن مثل هؤلاء فلا سبيل إلى ردها، ولكن المستعمل إنما هو أجنه رباعيا، فإن استعمل ثلاثيا تعدى بـ "على" كقوله فلما جن عليه الليل . وقال أبو البقاء : "وهو شاذ والمستعمل أجنه". وقد تقدم الكلام على هذه المادة في الأنعام. و إذ يغشى منصوب بـ "رآه". وقوله: "ما يغشى" كقوله: ما أوحى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية