الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 450 ) فصل : ظاهر كلام الخرقي أن المميزة إذا عرفت التمييز جلسته من غير اعتبار تكرار . وهو ظاهر كلام أحمد فيما رويناه عنه . وكذلك قال ابن عقيل ; لأن معنى التمييز أن يتميز أحد الدمين عن الآخر في الصفة ، وهذا يوجد بأول مرة . وبهذا قال الشافعي .

                                                                                                                                            وقال القاضي وأبو الحسن الآمدي : إنما تجلس المميزة من التمييز ما تكرر مرتين أو ثلاثا ، بناء على الروايتين ، فيما تثبت به العادة . ولنا ، قول النبي صلى الله عليه وسلم : { إذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة ، فإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ، وصلي } . أمرها بترك الصلاة إذا أقبلت الحيضة من غير اعتبار أمر آخر ، ثم مده إلى حين إدباره ; ولأن التمييز أمارة بمجرده ، فلم يحتج إلى ضم غيره إليه ، كالعادة ، وعند القاضي : إنما تجلس من التمييز ما وافق العادة ; لأنه يعتبر التكرار ، ومتى تكرر صار عادة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية