الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله [ ص: 383 ] ورسوله [22] أصح ما روي في هذا أنه نزل في المنافقين الذين والوا اليهود لأنهم لا يقرون بالله جل وعز على ما يجب الإقرار به ولا يؤمنون باليوم الآخر فيخافون العقوبة "ويوادون" في موضع نصب لأنه خبر تجد أو نعت لقوم ( ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ) أي ولو كان الذين حادوا الله ورسوله آباءهم . جمع أب على الأصل ، والأصل فيه أبو والتثنية أيضا على الأصل عند البصريين لا غير ، وحكى الكوفيون : جاءني أبان . "أو أبناءهم" جمع ابن على الأصل والأصل فيه : بني الساقط منه ياء ، والساقط من أب واو فأما أب فقد دل عليه التثنية وأما ابن فدل عليه الاشتقاق . قال أبو إسحاق : هو مشتق من بناه أبوه يبينه . قال أبو جعفر : وقد غلط بعض النحويين فقال : الساقط منه واو؛ لأنه قد سمع البنوة ( أو إخوانهم ) جمع أخ على الأصل ، كما تقول : ورل وورلان ( أولئك كتب في قلوبهم الإيمان ) قيل : هو مجاز ، و"في" بمعنى اللام أي كتب لقلوبهم الإيمان ، وقد علم أن المعنى كتب لهم ، وقيل : هو حقيقة أي كتب في قلوبهم سمة الإيمان ليعلم أنهم مؤمنون ( وأيدهم بروح منه ) قيل : بنور وهدى وقيل بجبرائيل صلى الله عليه وسلم ينصرهم ويؤيدهم ويوفقهم ( ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ) على الحال ( رضي الله عنهم ) أي بطاعتهم في الدنيا ( ورضوا عنه ) بإدخالهم الجنة ( أولئك حزب الله ) أي جنده وجماعته . وتحزب القوم تجمعوا ( ألا إن حزب الله هم المفلحون ) قيل : أي الذين ظفروا بما أرادوا .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 384 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية