الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (32) قوله: الذين يجتنبون : يجوز أن يكون منصوبا بدلا أو بيانا أو نعتا للذين أحسنوا، وبإضمار أعني، وأن يكون خبر مبتدأ مضمر، أي: هم الذين، وقد تقدم الخلاف في "كبائر" و"كبير الإثم".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: إلا اللمم فيه أوجه، أحدهما: أنه استثناء منقطع لأن اللمم الصغائر، فلم تندرج فيما قبلها، قاله جماعة وهو المشهور. الثاني: أنه صفة و"إلا" بمنزلة "غير" كقوله: لو كان فيهما آلهة إلا الله أي: كبائر الإثم والفواحش غير اللمم. الثالث: أنه متصل وهذا عند من يفسر اللمم بغير الصغائر، والخلاف مذكور في التفسير. وأصل اللمم: ما قل وصغر، ومنه اللمم وهو المس من الجنون، وألم بالمكان قل لبثه به، ألم بالطعام، أي: قل أكله منه. وقال أبو العباس: "أصل اللمم: أن يلم بالشيء من غير أن يركبه يقال: ألم بكذا إذا قاربه، ولم يخالطه". وقال الأزهري: "العرب تستعمل الإلمام في معنى الدنو والقرب". وقال جرير: [ ص: 101 ]

                                                                                                                                                                                                                                      4134 - بنفسي من تجنبه عزيز علي ومن زيارته لمام



                                                                                                                                                                                                                                      وقال آخر:


                                                                                                                                                                                                                                      4135 - متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا     تجد حطبا جزلا ونارا تأججا



                                                                                                                                                                                                                                      وقال آخر:


                                                                                                                                                                                                                                      4136 - لقاء أخلاء الصفاء لمام      . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .



                                                                                                                                                                                                                                      ومنه لمة الشعر لما دون الوفرة.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: أجنة جمع جنين، وهو الحمل في البطن لاستتاره. وجنين وأجنة كسرير وأسرة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية