الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سحا ]

                                                          سحا : سحوت الطين عن وجه الأرض سحيته إذا جرفته . وسحا الطين بالمسحاة عن الأرض يسحوه ويسحيه ويسحاه سحوا سحيا : قشره ، وأنا أسحاه وأسحوه وأسحيه ، ثلاث لغات ، ولم يذكر أبو زيد أسحيه . والمسحاة : الآلة التي يسحى بها . ومتخذ المساحي السحاء ، وحرفته السحاية ; واستعاره رؤبة لحوافر الحمر فقال :

                                                          سوى مساحيهن تقطيط الحقق



                                                          فسمى سنابك الحمر مساحي لأنها يسحى بها الأرض . والمسحاة . المجرفة إلا أنها من حديد ، وفي حديث خبير : فخرجوا بمساحيهم ; المساحي جمع مسحاة وهي المجرفة من الحديد ، والميم زائدة لأنه من السحو الكشف والإزالة . وسحى القرطاس والشحم واستحى اللحم : قشره ; عن ابن الأعرابي . وكل ما قشر عن شيء سحاية سحو الشحم عن الإهاب : قشره ، وما قشر عنه سحاءة كسحاءة النواة وسحاءة القرطاس . والسحا والسحاة والسحاءة والسحاية ما انقشر من الشيء كسحاءة النواة والقرطاس . وسيل ساحية : يقشر كل شيء ويجرفه ، الهاء للمبالغة . قال ابن سيده : وأرى اللحياني حكى سحيت الجمر جرفته ، والمعروف سخيت بالخاء . وما في السماء سحاءة من سحاب أي قشرة على التشبيه أي غيم رقيق . وسحاية القرطاس وسحاءته ، ممدود ، وسحاته : ما أخذ منه ; الأخيرة عن اللحياني : وسحا من القرطاس : أخذ منه شيئا . وسحا القرطاس سحوا سحاه : أخذ منه سحاءة أو شده بها . وسحا الكتاب سحاه وأسحاه : شده بسحاءة ، يقال : منه سحوته وسحيته ، واسم تلك القشرة سحاية وسحاءة وسحاة . وسحيت الكتاب تسحية : لشده بالسحاءة ، ويقال بالسحاية . الجوهري : وسحاء الكتاب مكسور ممدود ، الواحدة سحاءة ، والجمع أسحية . وسحوت القرطاس وسحيته أسحاه : إذا قشرته . وأسحى الرجل إذا كثرت عنده الأسحية . وإذا شددت الكتاب بسحاءة قلت : سحيته تسحية ، بالتشديد ، وسحيته أيضا ، بالتخفيف . وانسحت الليطة عن السهم : زالت عنه . والأسحية : كل قشرة تكون على مضائغ اللحم من الجلد . وسحاءة أم الرأس التي يكون فيها الدماغ . وسحاة كل شيء أيضا قشره ، والجمع سحا ، وفي حديث أم حكيم : أتته بكتف تسحاها أي تقشرها وتكشط عنها اللحم ; ومنه الحديث : فإذا عرض وجهه ، عليه السلام ، منسح أي منقشر . وسحى شعره واستحاه : حلقه حتى كأنه قشره . واستحى اللحم : قشره ، أخذ من سحاءة القرطاس ، عن ابن الأعرابي : وسحاءتا اللسان : ناحيتاه . ورجل أسحوان : جميل طويل . والأسحوان ، بالضم : الكثير الأكل ، والسحاءة والسحاء من الفرس : عرق في أسفل لسانه ، الساحية المطرة التي تقشر الأرض وهي المطرة الشديدة الوقع ; وأنشد :


                                                          بساحية وأتبعها طلالا



                                                          والسحاء : نبت تأكله النحل فيطيب عسلها عليه ، واحدته سحاءة . وكتب الحجاج إلى عامل له أن ابعث إلي بعسل من عسل الندغ ، والسحاء ; أخضر في الإناء ; الندغ والندغ بالفتح والكسر : السعتر البري ، وقيل : شجرة خضراء لها ثمرة بيضاء . والسحاء ، بالمد والكسر : شجرة صغيرة مثل الكف لها شوك وزهرة حمراء في بياض تسمى زهرتها البهرمة ، قال : وإنما خص هذين النبتين لأن النحل إذا أكلتهما طاب عسلها وجاد . والسحاة ، بفتح السين وبالقصر : شجرة شاكة وثمرتها بيضاء ، وهي عشبة من عشب الربيع ما دامت خضراء ؛ فإذا يبست في القيظ فهي شجرة ، وقيل : السحاء والسحاة : نبت يأكله الضب . وضب ساح حابل إذا رعى السحاء والحبلة . والسحاة : الخفاش ، وهي السحا والسحاء ، إذا فتح قصر ، وإذا كسر مد . الجوهري : السحا الخفاش الواحدة سحاة ، مفتوحان مقصوران ; عن النضر بن شميل . وسحوت الجمر إذا جرفته ، والمعروف سخوت ، بالخاء . والسحاة : الناحية كالساحة ; يقال : لا أرينك بسحسحي وسحاتي ; وأما قول أبي زبيد :

                                                          كأن أوب مساحي القوم فوقهم     طير تعيف على جون مزاحيف



                                                          شبه رجع أيدي القوم بالمساحي الموعجة التي يقال لها بالفارسية ( كنند ) في حفر قبر عثمان ، رضي الله عنه ، بطير تعيف على جون مزاحيف ; قال ابن بري : والذي في شعر أبي زبيد :


                                                          كأنهن بأيدي القوم في كبد



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية