الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم

                                                                                                                                                                                                                                      أوليس الذي خلق السماوات والأرض ... إلخ، استئناف مسوق من جهته - عز وجل - لتحقيق مضمون الجواب الذي أمر - صلى الله عليه وسلم - بأن يخاطبهم بذلك، ويلزمهم الحجة، والهمزة للإنكار والنفي، والواو للعطف على مقدر يقتضيه المقام، أي: أليس الذي أنشأها أول مرة وليس الذي جعل لهم من الشجر الأخضر نارا، وليس الذي خلق السماوات والأرض - مع كبر جرمهما وعظم شأنهما - بقادر على أن يخلق مثلهم في الصغر والقماءة بالنسبة إليهما، فإن بديهة العقل قاضية بأن من قدر على خلقهما فهو على خلق الأناسي أقدر، كما قال تعالى: لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس وقرئ: (يقدر).

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى: بلى جواب من جهته تعالى، وتصريح بما أفاده الاستفهام الإنكاري من تقرير ما بعد النفي، وإيذان بتعين الجواب نطقوا به أو تلعثموا فيه مخافة الإلزام، وقوله تعالى: وهو الخلاق العليم عطف على ما يفيده الإيجاب، أي: بلى هو قادر على ذلك، وهو المبالغ في الخلق والعلم كيفا وكما.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية