الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سخم ]

                                                          سخم : السخم : مصدر السخيمة ، والسخيمة الحقد والضغينة والموجدة في النفس ; وفي الحديث : اللهم اسلل سخيمة قلبي ، وفي حديث آخر : نعوذ بك من السخيمة ; ومنه حديث الأحنف : تهادوا تذهب الإحن السخائم أي الحقود وهي جمع سخيمة وفي حديث من سل سخيمته على طريق من طرق المسلمين لعنه الله ، يعني الغائط والنجو . ورجل مسخم : ذو سخيمة ، وقد سخم بصدره . والسخمة : الغضب وقد تسخم عليه . والسخام من الشعر والريش والقطن والخز ونحو ذلك : اللين الحسن ، قال يصف الثلج :


                                                          كأنه ، بالصحصحان الأنجل قطن سخام بأيادي غزل



                                                          قال ابن بري : الرجز لجندل بن المثنى الطهوي ، وصوابه يصف سرابا لأن قبله :


                                                          والآل في كل مراد هوجل



                                                          شبه الآل بالقطن لبياضه ، والأنجل : الواسع ، ويقال : هو من السواد ، وقيل : هو من ريش الطائر ما كان لينا تحت الريش الأعلى ; واحدته سخامة ، بالهاء . ويقال : هذا ثوب سخام المس إذا كان لين المس مثل الخز . وريش سخام : أي لين المس رقيق ، وقطن سخام ، وليس هو من السواد ; وقول بشر بن أبي خازم :


                                                          رأى درة بيضاء يحفل لونها     سخام ، كغربان البرير ، مقصب



                                                          السخام : كل شيء لين من صوف أو قطن أو غيرهما ، وأراد به شعرها . وخمر سخام وسخامية : لينة سلسة ؛ قالالأعشى :


                                                          فبت كأني شارب ، بعد هجعة     سخامية حمراء تحسب عندما



                                                          قال الأصمعي : لا أدري إلى أي شيء نسبت ; وقال أحمد بن يحيى : هو من المنسوب إلى نفسه وحكى ابن الأعرابي : شراب سخام وطعام سخام لين مسترسل ، وقيل : السخام من الشعر ، والأسود السخامي من الخمر الذي يضرب إلى السواد والأول أعلى ; قال ابن بري : قال : علي بن حمزة لا يقال : للخمر إلا سخامية ، قال عوف بن الخرع :


                                                          كأني اصطبحت سخامية     تفشأ بالمرء صرفا عقارا



                                                          وقال أبو عمرو : السخيم الماء الذي ليس بحار ولا بارد ; وأنشد لحمل بن حارص المحاربي :


                                                          إن سخيم الماء لن يضيرا     ؛ فاعلم ، ولا الحازر ، إلا البورا



                                                          والسخمة : السواد . والأسخم : الأسود . وقد سخمت بصدر فلان إذا أغضبته وسللت سخيمته بالقول اللطيف والترضي . والسخام ، بالضم : سواد القدر وقد سخم وجهه أي سوده . والسخام : الفحم . والسخم : السواد . وروى الأصمعي عن معتمر قال : لقيت حميريا آخر فقلت ما معك ؟ قال : سخام ; قال : والسخام : الفحم ، ومنه قيل : سخم الله وجهه أي سوده . وروي عن عمر ، رضي الله عنه : في شاهد الزور : يسخم وجهه أي يسود . ابن الأعرابي : سخمت الماء وأوغرته إذا سخنته .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية