الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سخا ]

                                                          سخا : السخاوة السخاء : الجود . والسخي . الجواد ، والجمع أسخياء وسخواء ; الأخيرة عن اللحياني و ابن الأعرابي ، وامرأة سخية من نسوة سخيات وسخايا ، وقد سخا يسخي ويسخو سخاء . وسخي يسخي سخا وسخوة . وسخو الرجل يسخو سخاء وسخوا وسخاوة أي صار سخيا ، وأما اللحياني فقال : سخا يسخو سخاء ، ممدود ، وسخوا ، وسخي سخاء ، ممدود أيضا ، وسخوة . وسخى نفسه عنه وبنفسه : تركه . وسخيت نفسي عنه : تركته ولم تنازعني نفسي إليه وفلان يتسخى على أصحابه أي يتكلف السخاء ، وإنه لسخي النفس عنه . الجوهري : وقول عمرو بن كلثوم :


                                                          مشعشعة ، كأن الحص فيها إذا ما الماء خالطها سخينا



                                                          أي جدنا بأموالنا . قال : وقول من قال سخينا ، من السخونة ، نصب على الحال ، فليس بشيء . قال ابن بري : قال ابن القطاع : الصواب ما أنكره الجوهري من ذلك . ويقال : إن السخاء مأخوذ من السخو ، وهو الموضع الذي يوسع تحت القدر ليتمكن الوقود ، لأن الصدر أيضا يتسع للعطية ، قال : قال ذلك أبو عمرو الشيباني . وسخوت النار وسخا النار يسخوها ويسخاها سخوا وسخيا : جعل لها مذهبا تحت القدر ، وذلك إذا أوقدت فاجتمع الجمر والرماد ففرجته . أبو عمرو : سخوت النار أسخوها سخوا وسخيتها أسخاها سخيا مثال لبثت ألبث لبثا . الغنوي : سخى النار وصخاها إذا فتح عينها . وسخا القدر سخوا وسخاها سخيا : جعل للنار تحتها مذهبا . وسخى القدر سخيا : فرج الجمر تحتها ، وسخاها سخوا أيضا : نحى الجمر من تحتها . ويقال : اسخ نارك أي اجعل لها مكانا توقد عليه ; قال :


                                                          ويرزم أن يرى المعجون يلقى     بسخي النار إرزام الفصيل



                                                          ويروى :


                                                          بسخو النار ، إرزام الفصيل



                                                          أي بمسخى النار فوضع المصدر موضع الاسم ، ويرزم أي يصوت ; يصف رجلا نهما إذا رأى الدقيق المعجون يلقى على سخي النار أي موضع إيقادها يرزم إرزام الفصيل . قال ابن بري : وفي كتاب الأفعال سخوت النار وسخيتها وسخيتها وأسخيتها بمعنى . والسخاة : بقلة ربيعية ، والجمع سخا ; وقال أبو حنيفة : السخاءة بقلة ترتفع على ساق لها كهيئة السنبلة ، وفيها حب كحب الينبوت ولباب حبها دواء للجروح ؛ قال : وقد يقال لها الصخاءة أيضا ، بالصاد ممدود ، وجمع السخاءة سخاء ، وهمزة السخاءة ياء لأنها لام ، واللام ياء أكثر منها واوا . وسخا يسخو سخوا : سكن من حركته . والسخاوي : الأرض اللينة التراب مع بعد ، واحدته سخاوية . قال ابن سيده : كذا قال أبو عبيد الأرض ، والصواب الأرضون . وقيل : سخاويها سعتها ; ومكان سخاوي . قال ابن بري : قال ابن خالويه : السخاوي من الأرض الواسعة البعيدة الأطراف ، والسخاوي ما بعد غوله ; وأنشد :


                                                          تنضو المطي ، إذا جفت ثميلتها     في مهمة ذي سخاوي وغيطان



                                                          والسخواء : الأرض السهلة الواسعة ، والجمع السخاوي والسخاوى مثل الصحاري والصحارى ; وقال النابغة الذبياني :


                                                          أتاني وعيد ، والتنائف بيننا [ ص: 149 ]     سخاويها ، والغائط المتصوب



                                                          أبو عمرو : السخاوي من الأرض التي لا شيء فيها ، وهي سخاوية ; وقال الجعدي :


                                                          سخاوي يطفو آلها ثم يرسب



                                                          والسخا ، مقصور : ظلع يصيب البعير أو الفصيل بأن يثب بالحمل الثقيل : فتعترض الريح بين الجلد والكتف . يقال : سخي البعير ، بالكسر ، يسخى سخى ، فهو سخ ، مقصور مثل عم ; حكاه يعقوب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية