الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 345 ] كتاب الظهار .

                                                                                                                          الظهار ، والتظهر ، والظاهر : عبارة عن قول الرجل لامرأته : أنت علي كظهر أمي ، مشتق من الظهر ، وخصوا الظهر دون غيره ، لأنه موضع الركوب ، والمرأة مركوبة إذا غشيت ، فكأنه إذا قال : أنت علي كظهر أمي ، أراد : ركوبك للنكاح حرام علي ، كركوب أمي للنكاح ، فأقام الظهر مقام الركوب ، لأنه مركوب ، وأقام الركوب مقام النكاح ، لأن الناكح راكب . وهذا من استعارات العرب في كلامها .

                                                                                                                          " كوجه حماتي " .

                                                                                                                          قال الجوهري : حماة المرأة : أم زوجها ، فالأحماء في اللغة : أقارب الزوج ، والأختان : أقارب الزوجة ، والصهر : لكل واحد منهما ، ونقل ابن فارس في " المجمل " أن الأحماء كالأصهار ، فعلى هذا يقال : هذه حماة زيد ، وحماة هند .

                                                                                                                          " المريض المأيوس " .

                                                                                                                          اسم مفعول من يئس من الشيء : إذا انقطع أمله منه ، وهو مهموز بوزن مأكول .

                                                                                                                          " ولا النحيف " .

                                                                                                                          وهو الرقيق الضعيف : صفة من نحف بضم الحاء ، وكسرها لغة فيه .

                                                                                                                          " في اختيار شيوخنا " .

                                                                                                                          أي : شيوخ مذهبنا ، فحذف المضاف ، وأقام المضاف إليه مقامه . يعني : أن هذه الرواية اختارها الخرقي ، وغيره . قال القاضي أبو يعلى : وهو الصحيح .

                                                                                                                          " والمجدع " .

                                                                                                                          الجدع : قطع الأنف ، والأذن ، والشفة ، وهو بالأنف أخص . يقال : رجل أجدع ، ومجدوع فأما مجدع ، فللتكثير ، لأنه لما كرر جدع [ ص: 346 ] أنفه ، وأذنه ، كثر الجدع فيه ، فقيل : مجدع ، فإن جدع أحدهما أجزأ ، بل لو جدع أذناه معا أجزأ ، نص على ذلك في " المغني " .

                                                                                                                          " من أوسط ما تطمعون أهليكم " .

                                                                                                                          قال الجوهري : الوسط من كل شيء : أعدله ، يقال : شيء وسط : بين الجيد والرديء . وقال عبيدة السلماني : الأوسط : الخبز ، والخل . والأعلى : الخبز ، واللحم . والأدنى : الخبز البحت ، والكل مجزئ ، والله أعلم .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية