الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 356 ] كتاب الجنايات .

                                                                                                                          الجنايات : واحدتها جناية . وهي مصدر جنى على نفسه ، وأهله ، جناية : إذا فعل مكروها . عن السعدي ، وقال أبو السعادات : الجناية : الجرم ، والذنب ، وما يفعله الإنسان مما يوجب عليه القصاص والعقاب في الدنيا والآخرة .

                                                                                                                          " آدميا معصوما " .

                                                                                                                          معصوما : اسم مفعول من عصم بمعنى : منع قتله ، فليس هو حربيا ، ولا زانيا محصنا ، ولا نحو ذلك .

                                                                                                                          " بما له مور في البدن " .

                                                                                                                          أي دخول وتردد .

                                                                                                                          " بمسلة " .

                                                                                                                          المسلة : بكسر الميم واحدة المسال ، وهي : الإبر الكبار ، عن الجوهري ، وغيره .

                                                                                                                          " ضمنا " .

                                                                                                                          الضمن بفتح الضاد وكسر الميم . قال الجوهري : الذي به الزمانة في جسده من بلاء ، أو كسر ، أو غيره ، وقال السعدي : ضمن الرجل ضمنا وضمانة : لزمه علة ، فهو ضمن .

                                                                                                                          " كالفؤاد والخصيتين " .

                                                                                                                          الفؤاد ، بالهمز : القلب ، وقيل : وسطه ، وقيل : غشاؤه . والقلب حبته وسويداؤه ، والجمع : أفئدة . والخصيتين : واحدتهما خصية بضم الخاء ، وحكى الجوهري الكسر ، قال أبو عمرو : الخصيتان : البيضتان .

                                                                                                                          والخصيان : الجلدتان اللتان فيهما البيضتان ، والتثنية : بغير تاء ، ووقع في الأصل بخط المصنف رحمه الله : الخصيتين بالتاء على الأصل ، وهي لغة .

                                                                                                                          " قطع سلعة " .

                                                                                                                          السلعة ، بكسر السين : غدة تظهر بين الجلد واللحم ، إذا غمزت باليد تحركت . [ ص: 357 ]

                                                                                                                          " فعليه القود " .

                                                                                                                          القود : القصاص ، وقتل القاتل بدل القتيل ، وقد أقدته به أقيده إقادة .

                                                                                                                          " عمود الفستاط " .

                                                                                                                          بيت من شعر ، وهو فارسي معرب عن أبي منصور ، وفيه لغات ست فستاط ، وفسطاط ، وفساط ، بضم الفاء ، وكسرها ، لغة فيهن ، فصارت ستا . والفستاط : المدينة التي فيها مجتمع الناس ، وكل مدينة : فستاط ، وعموده : الخشبة يقوم عليها .

                                                                                                                          " كاللت والكوذين والسندان " .

                                                                                                                          اللت ، بضم اللام : نوع من آلة السلاح معروف في زماننا ، وهو : لفظ مولد ليس من كلام العرب ، ولم أره في شيء مما صنف في " المعرب " وأخبرني الشيخ أبو الحسين علي بن أحمد بن عبد الواحد : أنه قرأه على المصنف بالضم ، فينبغي أن يقرأ مضموما ، كما يقوله الناس . وأما الكوذين ، فلفظ مولد أيضا ، وهو عن أهل زماننا : عبارة عن الخشبة الثقيلة التي يدق بها الدقاق الثياب . وأما السندان ، فلم أره في شيء من كتب اللغة أيضا ، فالظاهر أنه مولد ، وهو عبارة عن الآلة المعروفة من الحديد الثقيل ، يعمل عليها الحداد صناعته .

                                                                                                                          " من شاهق " .

                                                                                                                          قال الجوهري : الشاهق : الجبل المرتفع .

                                                                                                                          " في مقتل " .

                                                                                                                          المقتل ، بفتح التاء : واحد المقاتل ، وهي المواضع التي إذا أصيبت قتلته . يقال : مقتل الرجل بين فكيه .

                                                                                                                          " في زبية أسد " .

                                                                                                                          الزبية : بوزن غرفة : الرابية لا يعلوها الماء ، وحفرة تحفر للأسد شبه البئر ، سميت بذلك ، لكونها تحفر في مكان عال ، وحفرة يحفرها النمل في مكان عال .

                                                                                                                          " أو أنهشه كلبا ، أو سبعا ، أو حية ، أو ألسعه عقربا " .

                                                                                                                          نهش : بالشين المهملة والمعجمة بمعنى . وقيل بالمهملة : الأخذ بأطراف الأسنان ، وبالمعجمة : بالأضراس ، [ ص: 358 ]

                                                                                                                          وقال الخطابي بالعكس ، وقال السعدي : نهش الرجل والسبع اللحم : قبض عليه ، ثم نثره ، والهمزة في " أنهشه " : همزة التعدي إلى مفعول ثان ، ويقال : نهشته الحية ، ونشطته ، بالطاء المهملة ، وبالظاء المعجمة : لدغته . ولسعته العقرب ، ولسبته بكسر سين الأول ، وفتحها في الثاني ، وهمزة " ألسعه " للتعدية إلى مفعول ثان ، كما تقدم .

                                                                                                                          " سقاه سما " .

                                                                                                                          السم ، بضم السين وفتحها ، وكسرها : كل ما يقتل إذا شرب أو أكل .

                                                                                                                          " أن يقتله بسحر " .

                                                                                                                          السحر بوزن العلم في اللغة : صرف الشيء عن وجهه ، يقال : ما سحرك عن كذا ، أي : ما صرفك ، وسحره أيضا بمعنى خدعه ، قال السعدي ، والجوهري : والساحر : العالم ، وقال المصنف رحمه الله في " المغني " : والسحر : عقد ورقى ، وكلام يتكلم به ، أو يكتبه ، أو يعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور ، أو قلبه ، أو عقله من غير مباشرة له ، وله حقيقة ، فمنه ما يقتل ، ومنه ما يمرض ، وما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها ، ومنه : ما يفرق بين المرء وزوجه ، وما يبغض أحدهما في الآخر ، أو يحبب بين الاثنين .

                                                                                                                          " عمدت قتله " .

                                                                                                                          عمدت بفتح الميم : لا يجوز غيره ، وأكثر تعديه بحرف الجر ، تقول : عمدت إليه ، وعمدته كما تقول : قصدته ، وقصدت له .

                                                                                                                          " عمد محض " .

                                                                                                                          المحض : الخالص من كل شيء .

                                                                                                                          " أو يلكزه " .

                                                                                                                          اللكز : الضرب بجميع الكف في أي موضع من جسده ، وعن أبي عبيدة : الضرب بالجمع على الصدر . قال الجوهري : لكمته : إذا ضربته بجمع كفك .

                                                                                                                          " على سطح " .

                                                                                                                          السطح : سطح الدار معروف ، وهو من كل شيء أعلاه .

                                                                                                                          " كقطع حشوته " .

                                                                                                                          حشوة البطن بكسر الحاء وضمها : أمعاؤه [ ص: 359 ]

                                                                                                                          " أو مريئه أو ودجيه " .

                                                                                                                          المريء مهموزا ممدودا : مجرى الطعام والشراب من الحلق ، والجمع : مرؤ كسرير ، وسرر . والودجان : واحدها : ودج بفتح الدال ، وكسرها ، وهما : عرقان في العنق .

                                                                                                                          " في أرض مسبعة " .

                                                                                                                          أي : كثيرة السباع بفتح الميم لا غير ، وكذلك يبنى للمكان ، مما كثر فيه مفعلة من كل ثلاثي ، نحو أرض مأسدة ، مذأبة ، ومذابة ، إذا كثر فيه الأسود ، والذئاب ، والذباب . والله أعلم

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية