الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (2) قوله: علم القرآن : فيه وجهان، أظهرهما: أنها علم المتعدية إلى اثنين أي: عرف، من التعليم، فعلى هذا المفعول الأول محذوف فقيل: تقديره: علم جبريل القرآن. وقيل: علم محمدا. وقيل: علم الإنسان. وهذا أولى لعمومه، ولأن قوله: "خلق الإنسان" دال عليه. والثاني: أنها من العلامة. فالمعنى: جعله علامة وآية يعتنى بها.

                                                                                                                                                                                                                                      وهذه الجمل التي جيء بها من غير عاطف لأنها سيقت لتعديد نعمة كقولك: فلان أحسن إلى فلان: أكرمه، أشاد ذكره، رفع من قدره، [ ص: 154 ] فلشدة الوصل ترك العاطف. والظاهر أنها أخبار. وقال أبو البقاء : و "خلق الإنسان" مستأنف وكذلك "علمه" يجوز أن يكون حالا من الإنسان مقدرة و"قد" معها مرادة. انتهى. وهذا ليس بظاهر بل الظاهر ما قدمته ولم يذكر الزمخشري غيره. فإن قيل: لم قدم تعليم القرآن للإنسان على خلقه وهو متأخر عنه في الوجود؟ قيل: لأن التعليم هو السبب في إيجاده وخلقه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية