الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب الغسل والوضوء في المخضب والقدح والخشب والحجارة

                                                                                                                                                                                                        192 حدثنا عبد الله بن منير سمع عبد الله بن بكر قال حدثنا حميد عن أنس قال حضرت الصلاة فقام من كان قريب الدار إلى أهله وبقي قوم فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمخضب من حجارة فيه ماء فصغر المخضب أن يبسط فيه كفه فتوضأ القوم كلهم قلنا كم كنتم قال ثمانين وزيادة [ ص: 361 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 361 ] قوله : ( باب الغسل والوضوء في المخضب ) هو بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الضاد المعجمة بعدها موحدة ، المشهور أنه الإناء الذي يغسل فيه الثياب من أي جنس كان ، وقد يطلق على الإناء صغيرا أو كبيرا والقدح أكثر ما يكون من الخشب مع ضيق فمه ، وعطفه الخشب والحجارة على المخضب والقدح ليس من عطف العام على الخاص فقط بل بين هذين وهذين عموم وخصوص من وجه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا عبد الله بن منير ) هو بضم الميم وكسر النون بعدها ياء خفيفة كما قدمناه في المقدمة لكن وقع هنا في رواية الأصيلي " ابن المنير " بزيادة الألف واللام ، فقد يلتبس بابن المنير الذي ننقل عنه في هذا الشرح لكنه بتثقيل الياء ونون مفتوحة ، وهو متأخر عن هذا الراوي بأكثر من أربعمائة سنة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حضرت الصلاة ) هي العصر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إلى أهله ) أي : لإرادة الوضوء ( وبقي قوم ) أي : عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، " ومن " في قوله " من حجارة " لبيان الجنس .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فصغر ) بفتح الصاد المهملة وضم الغين المعجمة أي : لم يسع بسط كفه - صلى الله عليه وسلم - فيه ، وللإسماعيلي " فلم يستطع أن يبسط كفه من صغر المخضب " وهو دال على ما قلناه إن المخضب قد يطلق على الإناء الصغير ، ومباحث هذا الحديث تقدمت في باب التماس الوضوء ، وباقي الكلام عليه يأتي في علامات النبوة إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                        وقد أخرجه المصنف هناك عن عبد الله بن منير أيضا لكنه قال " عن يزيد بن هارون " بدل عبد الله بن بكر ، فكأنه سمعه من شيخين ، حدثه كل منهما به عن حميد .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية